يلقي لوقا الانجيلي الضوء على ملامح الصبي يسوع، فيصفه في جسده: "كان ينمو، وفي روحه "يتقوّى بالروح"، في نفسه وعقله" "ممتلئاً حكمة". وفي نهاية هذا الوصف يصف حياته بوجه عام: "وكانت نعمة الله عليه" وكأنّه يريد أن يقدّم لنا المفتاح لسر حياة المسيح. كانت حكمة الربّ يسوع تفوق سنوات عمره آنذاك، ولا عجب في ذلك لأنّه ظلّ متّصلاً بالآب السماوي، وخير مثال على ذلك، وجود يسوع في الهيكل على عمر اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَة "جالِساً بَينَ المُعَلِّمين، يَستَمِعُ إِلَيهم ويسأَلُهم. وكانَ جَميعُ سَامِعيهِ مُعجَبينَ أَشَدَّ الإِعجابِ بِذَكائِه وجَواباتِه (لوقا 2: 46-47). وفي هذا الصدد قال يعقوب الرسول "إِن كانَ أحَدٌ مِنكُم تَنقُصُه الحِكمَة فلْيَطلُبْها عِندَ اللهِ يُعطَها، لأنَّه يُعْطي جَميعَ النَّاسِ بِلا حِسابٍ ولا عِتاب" (يعقوب 1: 5). فكذلك نحن يمكن أن ننمو، مثل الربّ يسوع، من خلال السير مع الربّ.