نرى المسيح يختار أندراوس وسمعان ويعقوب ويوحنا من بين صيادي السمك ليرقّيهم إلى درجة الرسولية، ويُجري معجزات عديدة في حياتهم. فوجدوا أنفسهم في دعوة يسوع وحقَّقوا ذواتهم في شخصه الكريم، ومن ثَم وجدوا معنى حياتهم وقيمتها في الارتباط بشخصه، ووجدوا ذواتهم وحرّيتهم مع يسوع، فانطلقوا معه يرافقونه، ويتعلّمون منه حبّ الناس واحترامهم، والكد من أجل سعادتهم وكرامتهم وحرّيتهم. كلّ شيء قد تغيير بفضل معرفتهم يسوع. صار لحياتهم معنىً جديدًا، عرفوا طعم الفرح والسلام الداخلي الذي لا ينزعه أحد، وامتلأت حياتهم بالشفقة والتضامن مع سائر الناس. إنّ أعظم مهمّة للإنسان هي أن يجد عملاً يلاقي فيه الانسان نفسه. فدعوة التلاميذ هي صورة لدعوة كلّ منّا لإتباع يسوع. وهذه الدعوة تقتضي التخلّي عن الكثير في سبيل ملكوت الله.