رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
- موقف المماليك من الكنسية القبطية أتسم عهد السلاطين المماليك بالظلم والخيانة والحقد، وانتشار الجهل والفسق بين المماليك بعضهم وبعض، وبينهم وبين رعاياهم، فهم كما عرفنا كانوا من أجواء مختلفة ومستويات متباينة لا تجمعهم أية رشائج أو علاقات، ومن ثم كان استمرار وجودهم مرهونًا بهذه الحيل من أجل البقاء، أما مصر بشقيها مسلمين وأقباط فهم الذين دفعوا الثمن. ولما لم يكن لهم ظهير يحميهم كتراث أو أهل أو صحب ظنوا أن العنف والقسوة إنما هي التي توقع خشيتهم في نفوس المصريين وتثبت أقدامهم. وبسبب السياسة القاسية هذه وتعطيل الأعمال لاسيما الزراعة لأن معظم الأراضي وأجودها كانت قد نزعت من يد أصحابها وأعطيت للأمراء، فأغلقوا أبواب الرزق أمام العامة، فكثر الفقر وانتشرت الجريمة وزاد عدد الأوباش والحرافيش خصوصا في مدينة القاهرة. ولما كثر إقبال على الإسلام خوفًا من جهة وحفاظًا على وظائفهم من جهة أخرى. كانوا هم أيضًا وسيلة ضغط على المسلمين بأن شددوا عليهم الأحكام وقسوا في تنفيذها، وأصبحوا موضع شكوى المسلمين من جديد ولذلك أصدر السلطان أمرًا ألا يبقى منهم أحد في دواوين الحكومة حتى ولو أسلم، وإلا يُكرهوا بعد ذلك على الإسلام منعا للانتقام لأنفسهم عن طريق إسلامهم وتوليهم الوظائف العليا، وإذا أسلم أحد منهم من تلقاء نفسه فلا يبرح باب أحد المساجد، بل يعيش من إحسان المسلمين أهل الخير. وكان هذا الحكم الصارم موجبا لسمع عامة المسلمين في الأقباط، فهجموا على بيوتهم وخاصة الأغنياء منهم الذين فقدوا جاههم بطردهم من خدمة الحكومة، ولا يستبعد أن يكونوا أسوأ معاملة أصاغر المسلمين تشفيًا لهم من مكايد غيرهم بالتظاهر بالأبهة والافتخار والظلم. |
|