يصف مرقس في النص الأول من الانجيل (مرقس 2: 23-28) نزاع يسوع مع الفِرِّيسيِّين حول السبت في مشهد سنابل القمح. حيث حاول الفريسيون ان مجادلة يسوع فيما يحلُّ في يوم السبت، وما لا يحلُّ. فأتهموا تلاميذه بانتهاك حرمة يوم السبت بمنعهم من اعمال قلع السُّنبُلَ باعتباره من اعمال الحصاد متجاهلين نص الشريعة في سفر تثنية الاشتراع، التي تُجيز قلع السنابل يوم السبت على ألا يستخدم الانسان منجلا. وكذلك يتجاهلون فتوى التوراة في إجازة أكل خبز التقدمة لداود ومن معه، يوم هربوا من وجه شاول الى بيت الرب في نُوب، وخبز التقدمة لا يحل الاَّ للكهنة. وتجاهلوا أخيرا انهم امام حضر المسيح، رب السبت، وسيد كل شريعة. فالشريعة، على ما بيّن لهم المسيح إنما وُجدت للإنسان لتحريره ومساعدته للوصول الى الله لا لتقييده.
وفي النص الثاني من الانجيل مرقس (مرقس 3: 1-6) أيد يسوع سلطان كلمته بسلطان معجزة رَجُلٌ يَدُه شَلاَّء يوم السبت معلنا ان عمل الرحمة في يوم الجائز ومُرضٍ لله. فخرج الفريسيون من المجمع وكلهم تصميم على قتل يسوع لأنه انتهك حرمة السبت.
وكانت خلاصة جواب يسوع للفريسيين امرين:
الأول انه تجوز الاعمال الضرورية في يوم الراحة اي يوم الرب.
والثاني انه يجوز في ذلك اليوم عمل ما امر به هو او ما سمح به او كان في سبيل خدمته.
ويعلمنا يسوع ان نقدس يوم الرب وذلك بان يكون يوم راحة لعبادة الله من ناحية ومشاركة الآخرين فيما أتانا الله من مال او طعام او متاع او خدمة.
الأب لويس حزبون - فلسطين