![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() بعث رسولين إلى داود كان لابد لحوشاي أن يخبر داود بما حدث خلال الكهنة؛ وقد استخدم الله الشعب والكهنة، الرجال والنساء، الشيوخ والشبان لتحقيق هذا الهدف، ليعلن أن الكنيسة جسد واحد يتحرك كل أعضائها بروح واحدة، كل عضو له دوره الفعّال أ. أرسل حوشاي إلى الكاهنين صادوق وأبيأثار يخبرهما بما حدث من جهة أخيتوفل ومن جانبه، حتى يتحركا للعمل، وطلب منهما أن يبعثا إلى داود في سهول البرية أي في الضفة الغربية من الأردن (١٥: ٢٨). لئلا يُبتلع هو وجميع الشعب الذي معه، إذ خشى أن يعود أبشالوم فيقبل مشورة أخيتوفل ويهاجم داود في ذات الليلة. إن كان حوشاي يمثل القيادات الشعبية، فإنها تلتزم بالعمل مع القيادات الكنيسة، بروح الوحدة والتعاون كأعضاء لجسد واحد، يتبادلان الحب ويتممان العمل الكنسي الواحد، مقدمين بعضهم بعضًا في الكرامة. كل مغالاة من الجانبين يُحطم الكنيسة، فالأسقف كما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [هو أسقف بشعبه، والشعب يعمل بأسقفه في انسجام وتناغم معًا، فتحل البركة ويعمل الله في الجميع].[ من الجانب الرمزي فإن حوشاي (تعني "مسرعًا") قد أسرع إلى صادوق (تعني "صديقًا أو بارًا وأبيأثار (تعني "أب الثراء الكاهنين ليتدبرا الأمر. فإن الكاهنين يمثلان دور الكاهن في الخدمة متعاونًا مع الشعب، ألا وهو العمل خلال الحياة البارة أو المقدسة في الرب، والأبوة الثرية بفيض الحب. بمعنى آخر إن كان الشعب يسرع نحو الكهنة إنما لأنهم يتوقعون فيهم أولًا وقبل كل شيء قدسية الحياة والأبوة الصادقة المملوءة حنانًا ولطفًا. أ. انطلقت جارية من قبل الكاهنين الشيخين صادوق وأبيأثار إلي ابنيهما الكاهنين الشابين: يوناثان (كلمة عبرية تعني "عطية يهوة وأخيمعص (تعني "أخ الغضب، اللذين كانا واقفين عند عين روجيل (أي "عين مسافر ينتظران الرسالة. الكنيسة في حاجة إلى جميع أفراد شعبها وكهنتها، فإنه ما كان يمكن لحوشاي أن يحقق رسالته دون الجارية الفقيرة، ولا كان يمكن للكاهنين الشيخين أن يعملا بدون الشابين. ليت الغني يشعر بعوزه إلى الفقير، والكاهن الشيخ لا يستخف بالكاهن الشاب اسما الشابين يحملان معنى رمزيًا، فإنه يليق بالشيوخ أو البالغين أن يتطلعوا إلى الشباب من زاويتين: الأولى أنهم عطية الله (يوناثان). فالشاب ليس أداة في يد الشخص البالغ إنما هو إنسان الله له كيانه وشخصيته ومواهبه وفكره، أمور تحتاج من البالغين أن يقدروها فيهم لا أن يطلبوا صَبَّ الشباب في قوالب حسب أهوائهم الشخصية. أما الثانية فهي أن الشباب يُعرف بسرعة الانفعال والغضب... لنقبلهم كإخوة (أخيمعص = أخ الغضب) لتتحول عواطفهم الثائرة للبنيان بتقديسها وليس بتحطيمها. كان الشابان واقفين عند "عين روجيل" أي "عين المسافر" إذ يميل الشباب إلى الحركة المستمرة، إنهم لا يقبلون الحياة الخاملة الجامدة. عمل الشيوخ ليس مهاجمة الشباب في تحركهم وإنما مساندتهم بالحب والرعاية مع الحكمة فيتحرك الكل معًا في نمو للبنيان ب. لم يكن الشابان قادرين على الظهور في أورشليم [١٧] لأنهما معروفان أنهما من تابعي داود. ومع ذلك فقد رآهما غلام وأخبر أبشالوم بما حدث. وكأن مع كل عمل نتوقع مقاومة من عدو الخير من حيث لا ندري، لذا لن تنجح أية خطة بشرية مهما أُحكمت ما لم تتدخل عناية الله ونعمته. ج. انطلق الشابان إلى بيت رجل في بحوريم تعني "شبابًا"، وهي ذات المدينة التي خرج منها شمعي بن جيرا البنياميني ليسب داود ويرشقه بالحجارة ويذري التراب مقابله (١٦: ٥، ٦، ١٧). المدينة التي أخرجت رجلًا يقاوم داود وجد فيها امرأة مؤمنة تعمل لحسابه، إذ أخفت الرجلين في بئر جافة وغطتها بسجف (ستائر) الباب وسطحت عليها سميذا. يمكننا القول إن المدينة التي أخرجت إنسانًا يهين داود فيحتمله باتساع قلب وجدت فيها امراة متسعة القلب نحو داود ورجاله لقد سمع الرب لكلمات داود التي نطق بها هناك: "لعل الرب ينظر مذلتي ويكافئني خيرًا عوض مسبته بهذا اليوم" (١6: ١1).[ حيت يوجد احتمال الإهانة والسب برضى يقوم الخلاص الرجل سبّ داود والمرأة عملت على إنقاذ حياته... ليت كلا الجنسين يدركان دورهما الإيجابي في العمل لحساب ملكوت الله لعل الرجل الذي سب داود يشير إلى اليهود الذي جحدوا المخلص ورفضوه، أما المرأة فتُشير إلى جماعة الأمم التي قبلت بالإيمان بئر المعمودية المقدس وقد غطته ستائر الحب الإلهي خلال الدم المبذول على الصليب. د. فتش عبيد أبشالوم عن الكاهنين الشابين فلم يجدوهما، فقالت لهم: "قد عبرا قناة الماء" [٢٠]. ربما أشارت بذلك إلى مجرى صغير من الماء بالقرب من البيت. في هذا كذبت المرأة كما فعلت راحاب (يش ٢: ١-٧) وميكال (١ صم ١٩: ١٢) وحوشاي (١٥: ٣٤). هذا الكذب هو ضعف بشري لا يمكن تبريره! ه. خرجا من البئر وانطلقا إلى داود يخبرانه أن يعبر هو وشعبه الماء (نهر الأردن) سريعًا بالرغم من صعوبة الأمر. وبالفعل تم العبور طوال الليل متجهين نحو المشرق، حتى لم يبق في الصباح أحد لم يعبر الأردن [٢٢]. |
![]() |
|