فقالَ له إِبليس: إِن كُنتَ ابنَ الله، فَمُر هذا الحَجَرَ أَن يَصيرَ رَغيفاً
"فَمُر هذا الحَجَرَ أَن يَصيرَ رَغيفاً" فتشير إلى إغراء الجسد، إذ يكتشفُ إبليس أوّل نقطة ضعف في إرادة يسوع، فيتسلّط عليه وذلك بتحويل الحجارة إلى خبز، بهذا الأمر يرتفع شأنه بين الجماهير الجائعة الفقيرة، كما هو الحال بعد أعجوبة تكثير الخبز، فهم سينادون به ملكاً مستقلا. إنها تجربة ابتعاد يسوع عن آدم الأنسان الذي يأكل خبزه بعرق جبينه كما أمره الله "عَرَقِ جَبينِكَ تأكُلُ خُبزًا" (التكوين 3: 19) إذا ما حوّل يسوع الحجر إلى خبز. قبل يسوع على نفسه لإجراء عمل الفداء أن يكون إنسانا مفتقرا إلى الله كسائر الناس فجرّبه إبليس هنا لكي يرفض الاتكال على الله والخضوع له كإنسان ويستقل بلاهوته. لكن يسوع من خلال هذه التجربة يؤكد أنّه هو ابن الله الحبيب الذي رضي الله عنه ويؤكد أمَانته لله ويُظهر للملأ بنوته الحقيقية انه ابن الله الحقيقي! ويُعلن في الوقت نفسه عن أُبوَّة الشيطان المخادعة الذي يقدِّم حجرًا عوض الخبز ليأكله الإنسان بعكس الآب الحقيقي الذي لا يقدِّم حجرًا إن طلب منه ابنه خبزًا (لوقا 11: 11).