الأبوة التدبيرية، قال أنت أيها الأسقف صرت مسؤولًا عن نفوس الناس ولكنك أيضًا مسؤول عن إدارة المكان الذي تخدم فيه سواءًا ماليًّا أو إداريًّا أو روحيًّا، أنت مسؤول عن روح التدبير، وكما قال الكتاب «الْمُدَبِّرُ فَبِاجْتِهَادٍ»، ونرى السيد المسيح في خدمته مدبرًا جدًّا، وفي معجزة إشباع الجموع قال لهم أتكئوهم فرقًا فرقًا، وهذه لمحة إدارية شديدة (النظام)، الخدمة تقوم على النظام، وبعد أن أكلوا قال لهم ارفعوا الكسر لأنها تصلح أن تشبع آخرين، وترك المكان نظيفًا فكان يحافظ على البيئة، وكل هذا وتعليم كثيرة في الكتاب المقدس يجعلك تتعلم الأبوة التدبيرية، مثل الأب في البيت الذي يدبر حال بيته، والله يغدق من كنوزه كل صباح بركات كثيرة فلا نحمل الهم ولكن يجب أن تكون مدبرًا في المال وألا تكون مبذرًا ولا شحيحًا، هذا هو الوجه الثالث من وجوه الأبوة المرجوة في حياة الآباء الأساقفة وهي رسالة نقدمها لهم.