رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لم يقل الإنجيل شيئًا عن واقع حال يائيروس المضطرب لجهة مصير ابنته، فيما الرَّبّ يتباطأ ويضيّع الوقت مع حادثة المرأة النازفة، وتوقعه وحواره مع الجمع ثمّ معها. فأتى المرسال بأنّ الابنة ماتت، ولا مجال لإزعاج المعلّم (الآية 49). شعر يسوع بصدمة الوالد وألمه. فسارع وبادره بالقول: "لا تخف! يكفي أن تؤمن فتحيا ابنتك" (الآية 50). آمن يائيروس ولم يفُه بكلمة. إنّه أمثولة لنا، فنحن غالبًا ما ننظر إلى كلّ أمر لا يحصل "حسب رغبتنا" على أنّه "خسارة". أمّا حسابات الله فمختلفة. ما نراه نحن أسودًا قد يراه الله أبيضًا، لا بل فرصةً فريدةً للخلاص. لذلك، علينا أن نثق بالله وأن نسلّمه حياتنا وأن نقبل منه كلّ شيّء، حتّى ما نراه نحن سيئًا، لا لأنّنا نقبل السيّئ، بل لأنّنا نُدرك أنّ الله قادر على تحويل كلّ شيء لخيرنا، تمامًا كما حوّل الصليب، وهو قمّة الأمور السيّئة، إلى أداة فداء وخلاص. "لا تزعج المعلّم". قد تُظهِر هذه العبارة كثيرًا من الاحترام. إلاّ أنّ فيها الكثير من نقص في الإيمان. يرى هذا الرَّسول في يسوع مجرّد شافي الأمراض. صيدليّة متنقّلة. وكان للنازفة حظّ أن تجد دواءها عنده. أمّا الصبيّة فماتت، وانتهى الأمر. هذا مثال عن التعلّق الأرضيّ بيسوع. هذا ليس بإيمان. إن فحصنا ضميرنا قليلاً لوجدنا أنّنا نشبه هذا الرجل. تقف حدود صلواتنا عند حدود هذا العالم الماديّ. أمّا الملكوت، فنتركه إلى حينه. |
|