رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فالتَفَتَ فَرأَى تَلاميذَه فزَجَرَ بُطرسَ قال: انسحب! وَرائي! يا شَيطان، لأَنَّ أَفكارَكَ لَيسَت أَفكارَ الله، بل أَفكارُ البَشَر تشير عبارة "زَجَرَ" في الأصل اليوناني (معناها انتهر)إلى معاتبة يسوع لبطرس الذي اظهر صعوبة التوفيق بين لقب المسيح المنتصر وفكرة الآلام والموت؛ فكان بطرس حَجَر عَثْرَة ليسوع في تتميم رسالته وعائقا في الطريق إلى اورشليم (متى 16: 23). أمَّا عبارة "انسحب! وَرائي! " في الأصل اليوناني (معناها اذهب ورائي) فتشير إلى السير خلف يسوع وإتباعه، فالتلميذ يكون خلف معلمه، لا أمامه، ويقتفي آثار معلمه ولا يُحدِّد له الطريق. عمل التلميذ لا إن يُرشد الرب ويحميه، بل أن يتبعه. لم يكن عمل بطرس أن يرشد يسوع المسيح، بل أن يتبعه. أمَّا لدى تجربة الشيطان ليسوع فاكتفى يسوع بالقول "اِذهَبْ يا شَيطان!" (متى 4: 10). إن بطرس بمعارضته آلام يسوع، يقوم مقام الشيطان الذي يحاول أن يردَّ يسوع عن طاعة الله (مرقس 1: 7)، وقد جرَّب الشيطان يسوع لكي يفعل نفس الأمر (متى 4) لذا اعتبر يسوع كلام بطرس تجربة شيطانية. وهكذا كان بطرس عائقا ليسوع في تتميم رسالته. لم يُدرك بطرس حقيقة لقب " المسيح" فكان ينتظر مسيحا مجيدا مظفرا، في حين كان يسوع يُنبئ "بمسيح متألم " قبل أن يكون مسيحا مجيدا. من اجل ذلك، حاول بطرس أن يمنع يسوع من الذهاب إلى الصليب. |
|