منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 19 - 01 - 2022, 02:11 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,467

فأَظهَرَ مَجدَه فَآمَنَ بِه تَلاميذُه



هذِه أُولى آياتِ يسوع أَتى بها في قانا الجَليل، فأَظهَرَ مَجدَه فَآمَنَ بِه تَلاميذُه.

تشير عبارة "أُولى آياتِ يسوع" إلى أول برهان على صدق رسالة المسيح ضد ما ورد في الأناجيل الأبوكرافية التي ورد فيها عن معجزات صنعها يسوع وهو طفل. وهذه المعجزات غير لائقة به. ويُسمِّي يوحنا البشير أفعال يسوع الإلهية آيات بالنظر إلى غايتها لتكون برهاناً على صحة رسالته وعلامة لصدق لاهوته. ويُعلق القديس يوحنا الذهبي الفم "إن يوحنا المعمدان قد قال سابقاً عن المسيح وأَنا لم أَكُنْ أَعرِفُه، ولكِنِّي ما جِئْتُ أُعَمِّدُ في الماء" (يوحنا 1: 31)، فلو كان المسيح صنع في عمره المُبكر عجائب لما كان اليهود قد احتاجوا إلى آخر يعلن عنه. لأن ذاك (يسوع) الذي جاء بين الناس وبمعجزات صار معروفاً، ليس فقط للذين في اليهودية وإنما أيضًا للذين في سورية وما وراءها. وكانت أول معجزة صنعها المسيح هي تحويل الماء إلى خمر، وآخر آية صنعها هي تحويل الخمر إلى دمه في العشاء الأخير "أَخَذَ كَأساً وشَكَرَ وناوَلَهم إِيَّاها قائلاً: اِشرَبوا مِنها كُلُّكم فهذا هُوَ دَمي"(متى 26: 27). ولم يذكر يوحنا البشير في إنجيله سوى سبع آيات من ال 42 معجزة ، يذكر لنا يوحنا منها سبعة : أولها تحويل الماء الخمر في عرس قانا الجليل (يوحنا 2: 1-12) والثانية شفاء ابن عامل الملك في قانا الجليل (يوحنا 4: 37-43)، والثالثة شفاء المقعد عند بركة الغنم (يوحنا 5: 1-9) والرابعة معجزة الخبز والسمكتين (يوحنا 6: 1-15)، والخامسة يسوع يمشي على الماء (يوحنا 6: 16-21) والسادسة شفاء الأعمى في اورشليم (يوحنا 9: 1-38) السابعة إحياء لعازر (يوحنا 11: 1-44). أمَّا عبارة " أَتى بها" فتشير إلى نبوءة أشعيا بما تتعلق بتلك البلاد وهذا نصُّها الشَّعبُ السَّائِرُ في الظُّلمَةِ أَبصَرَ نوراً عَظيماً والمُقيمونَ في بُقعَةِ الظَّلام أَشرَقَ علَيهم النُّور. كَثَّرتَ لَه الأُمَّة وَفَّرتَ لَها الفَرَح يَفرَحون أَمامَكَ كالفَرَحِ في الحِصاد كآبتِهاجِ الَّذينَ يَتَقاسَمونَ الغَنيمة" (أشعيا 9: 1 -2).أمَّا عبارة " أُولى آياتِ" فتشير إلى بدء الآيات العشر التي أجراها الله على يد موسى في مصر. وكانت أولها تحويل الماء إلى دم للانتقام، وأمَّا يسوع قام بتحويل الماء إلى الخمر للبركة. أمَّا عبارة "آياتِ" في الأصل اليوناني σημεῖον فتشير إلى طبيعة صانع العمل، أي هي عمل يكشف عن طبيعة من عمله، وهي بذلك تختلف عن اللفظة συναμις التي تشير إلى أعمال قدرة أو عمل القوة. فالمعجزة تدل على عمل قدرة يسوع δύναμις أمَّا الآيات فتشير إلى معجزات التي تعلن مجد يسوع وتشهد على افتتاح الزمن المسيحاني (متى 12: 38). فقد اعتبر يوحنا الإنجيلي معجزة قانا الجليل آية أي فعل رمزي على غرار العهد القديم (أشعيا 66: 19) بحيث تدل المعجزة على حدث يُمكِّن المؤمنين من الشعور منذ الآن بمجد يسوع في الأزمنة الأخيرة وتدعو الجميع البشر للتعرف على يسوع كابن الله. فالمسيح بدأ نظاما جديدا في العالم. وهكذا، أعلن مجده وأدَّى شهادة للعصر المسيحاني الجديد. أمَّا "ثانِيَةُ آياتِ يسوع، أَتى بِها بَعدَ رُجوعِه مِنَ اليَهوديَّةِ إلى الجَليل" فهي شفاء يسوع طفل عامل الملك في كفرناحوم (يوحنا 4: 54). أمَّا عبارة "مَجدَه" فتشير إلى الحضرة الإلهية إذ أُعلن حضور الآب في ابنه وحيد، الذي يخبر عنه كما ورد في الإنجيل: "الكَلِمَةُ صارَ بَشَراً فسَكَنَ بَينَنا فرأَينا مَجدَه مَجداً مِن لَدُنِ الآبِ لابنٍ وَحيد مِلؤُه النِّعمَةُ والحَقّ" (يوحنا 1: 14). يكشف الله المجد في الكتاب المقدس تارة بصورة بهاء نيّر يلازم ما هو مقدس، وتارة أخرى بصورة أحداث تكشف قدرته تعالى. اللَّه يُمجدنا حينما يعلن حضوره فينا، ونحن نمجده حينما نعلن حضوره في العالم. غاية يسوع الأول من المعجزات هي إظهار مجده الذي كان محجوبا عن أعين سائر الناس مدة ثلاثين سنة وهو ساكن معهم يظهر لهم في الهيئة كسائر الناس. لذلك تحتفل الكنيسة بعيد عرس قانا الجليل مع أعياد الظهور الإلهي الذي فيه استعلن الثالوث. أمَّا عبارة "آمَنَ بِه تَلاميذُه" فتشير إلى باكورة إيمان التلاميذ الذي جاء نتيجة للمعجزة. عندما شاهد التلاميذ معجزة يسوع آمنوا به. هم قبلًا أعجبوا به وتبعوه، لكنهم بعد المعجزة عرفوا مجده فآمنوا به. وبلغت ذروة إيمان التلاميذ في عيد الفصح كما جاء في خبرة يوحنا الحبيب "فَرأَى وآمَنَ" (يوحنا 20: 8). وكما عرف تلميذي عمواس المسيح وقت كسر الخبز كذلك عرفه التلاميذ هنا حينما حَوَّل الماء إلى خمر. فالمعجزة ليس مجرد عمل فائق للعقل البشري، لكنها تُظهر قوة الله وتولّد الإيمان وتُجدِّد الخليقة. وبما أن هذه الآية لم يتبعها حديث كباقي الآيات أخرى فهذا يعني أن يوحنا الإنجيلي أراد أن يعطي هذه الآية تفسيرا جديدا متعلق بالعصر الجديد الذي كان مزمعا أن يبدأه.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
( يعقوب 2: 23 ) فَآمَنَ إِبْرَاهِيمُ بِاللهِ فَحُسِبَ لَهُ بِرًّا
"عايَنوا مَجدَه" فتشير إلى الرسل الثلاثة الذين اكتشفوا مجد يسوع
"فَآمَنَ بِه تَلاميذُه" (يوحنا 2: 11)
وَأَظْهَرَ مَجْدَهُ، فَآمَنَ بِهِ تَلاَمِيذُهُ.
فَآمَنَ أَهْلُ نِينَوَى بِاللهِ وَنَادَوْا بِصَوْمٍ وَلَبِسُوا مُسُوحًا


الساعة الآن 06:54 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024