رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قالَ له يوحَنَّا: يا مُعَلِّم، رَأَينا رجُلاً يَطرُدُ الشَّياطينَ بِاسمِكَ، فأَرَدْنا أَن نَمنَعَه لأَنَّه لا يَتبَعُنا "لا يَتبَعُنا" فتشير إلى الرجل المؤمن الوارد ذكره أعلاه الذي لم يكن من عداد الاثني عشر أو التلاميذ السبعين، فهو لم يعترف بسلطة التلاميذ ولم يطلب تصريحا منهم لطرد الشياطين. وفي الواقع لم يقل يوحنا الإنجيلي انه لا يتبع يسوع بل لا يتبعنا مما يدل على تعصُّبه الطائفي، ويُعلق البابا فرنسيس " إن الرّب يسوع لم يطلب من الرسل أو منّا أن نشكِّل مجموعةً حصرية، أو فريقًا من النخبة. لا بل على العكس من ذلك فإنّه قال لنا: "اذهَبوا وتَلمِذوا جَميعَ الأُمَم، وعَمِّدوهم بِاسْمِ الآبِ والابْنِ والرُّوحَ القُدُس" (متى 28: 19). ويؤكد القديس بولس الرسول أن في شعب الله، في الكنيسة، " لَيسَ هُناكَ يَهودِيٌّ ولا يونانِيّ، ولَيسَ هُناكَ عَبْدٌ أَو حُرّ، ولَيسَ هُناكَ ذَكَرٌ وأُنْثى، لأَنَّكم جَميعًا واحِدٌ في المسيحِ يسوع" (غلاطية 3: 28). " (المقابلة العامّة بتاريخ 12/06/2013). وحاول إنجيل لوقا أن يوضِّح أن "الاتباع" لا يعني اتباع التلاميذ بل المعلّم الوحيد حيث انه مطلوب إتباع الجميع يسوع المسيح الذي هو المعلم الوحيد، ولا يمكن لأحد أن يحلّ مكانه حتى أولئك الذين تبعوه منذ البداية كما جاء في النص الإنجيلي " ِأَنَّه لا يَتبَعُكَ مَعَنا" (لوقا 9: 49). لا أحد يستطيع أن يضع نفسه مكان المسيح أو بدل عنه. تحت غطاء التضامن، ألا يحدث أننا ندافع فعلا عن مصالحنا الخاصة؟ يُعلق البابا بيوس الثاني عشر" يتطلّب حب الكنيسة منّا أن نتعرّف أيضًا بإخوة لنا في الرّب يسوع المسيح بحسب الجسد بين أناس لم يتّحدوا معنا في جسد الكنيسة وهم مدعوّون مثلنا إلى الخلاص الأبدي نفسه (الرسالة الرّسوليّة "جسد المسيح السرّي"). الكنيسة هي واحدة ولا معنى فيها للتعصب لشخص ما أو جماعة ما، وهذا لا يعنى قبول تعاليم مخالفة لتعاليم وعقيدة الكنيسة. ولكن على الكنيسة أن تفهم أنها متسعة القلب للجميع، لها وحدة ومحبة تجمع الكل خلال إيمان مستقيم. إنّ الفكر اللاهوتي الصحيح أمر هامّ، ولكنّه لا يجب أن يقف أبداً حائلاً دون العمل في المشاريع المشتركة بين الكنائس لترسيخ مبدأ الوحدة داخل جسد المسيح الواحد. فكلّ من لهم نصيب في الإيمان المشترك بالمسيح يجب أن يكونوا قادرين على التعاون. |
|