رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قالَ له يوحَنَّا: يا مُعَلِّم، رَأَينا رجُلاً يَطرُدُ الشَّياطينَ بِاسمِكَ، فأَرَدْنا أَن نَمنَعَه لأَنَّه لا يَتبَعُنا " أَرَدْنا أَن نَمنَعَه" فتشير إلى منع التلاميذ رجلا يطرد الشياطين باسم يسوع لعدم كونه واحداً منهم رغماً نأنه أنه يعرف الربّ، وحيث أنّه يعرفه، فهو يُحبّه، وحيث أنّه يُحبّه فهو يريد أن يقتدي به. وإنّ عمل الخير وتجنّب الشرّ هو قانون شامل مكتوب في قلوب البشر، بغض النظر عن الحقبة الزمنيّة والانتماء الديني. وقد وردت كلمة "منع" مرتين في هذا النص. إذ ظنّ التلاميذ أنهم مخوّلون منع الناس ووضع الحواجز أمامهم، أرادوا أن يحتكروا رسالة يسوع فيهم، لاعتقادهم أن الرسالة كانت وقفا عليهم فقط مما يدل على تعصبهم وتحزّبهم. وهذا ما لا يرضى عنه الرب؛ ويُعلق البابا فرنسيس " أن الله لا ينتمي بطريقة حصرية لأي شعب؛ لأنه هو الذي ينادينا، ويستدعينا، ويدعونا كي نكون جزءا من شعبه، وهذه الدعوة هي موجهة للجميع، بدون تفرقة، لأن رحمة الله تريد "أَن يَخْلُصَ جَميعُ النَّاسِ ويَبلُغوا إِلى مَعرِفَةِ الحَقّ" (1 طيموتاوس 2: 4)" (المقابلة العامّة بتاريخ 12/06/2013). إن احتكار الرسالة في المسيحية هي تجربة وانحراف وإساءة لإدارة السلطة على تقرير هوية مَن يكون تلميذا أو لا يكون. ولا يجوز أن يكون اهتمام التلاميذ كجماعة أكثر من اهتمامهم بمد يد المعونة إلى من تُعذِّبهم الأرواح الشريرة. ولِعلَّ منع التلاميذ للرجل من طرد الشياطين نابع من شعورهم بالحسد والكبرياء، لأنهم لم يستطيعوا معا إن يطردوا روحا نجسا واحد عند أسفل جبل التجلي (لوقا 9: 40)، أو لِعلَّ موقف التلاميذ من هذا الرجل جعله يتعثر. وهذا يفسر الإنذار الشديد "ومَن كانَ حَجَرَ عَثرَةٍ لِهؤلاءِ الصِّغارِ المؤمِنين، فأَولى بِه أَن تُعَلَّقَ الرَّحَى في عُنُقِه ويُلقى في البَحْر" (مرقس9: 42). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
فأَرَدْنا أَن نَمنَعَه لأَنَّه لا يَتبَعُنا |