رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فَجاءَ إلى ناحِيَةِ الأُردُنِّ كُلِّها، يُنادي بِمَعمودِيَّةِ تَوبَةٍ لِغُفرانِ الخَطايا، ِ"مَعمودِيَّةِ تَوبَةٍ لِغُفرانِ الخَطايا" فتشير إلى مضمون المناداة. وفي إنجيل متى، يرد مضمون المناداة بإيجاز بعبارة " توبوا، قدِ اقتَربَ مَلكوتُ السَّموات " (متى 3: 2)، أو يُشار إليه بعبارتي "بشارة الملكوت" (متى 4: 23) أو "البشارة" (متى 26: 13). فمعمودية التوبة هي علامة التوبة. والمراد بها الإشارة إلى أن الذين اعتمدوا فتطهَّروا من الخطايا السالفة وأخذوا يحيون حياة جديدة (متّى 3: 1-11) ومرقس 1: 4-6). ولم تكن المعمودية الخارجية ذات قيمة إلا َّبما سبقها واقترن بها من التوبة الحقيقية القلبية. وكانت التوبة مقترنة بالاعتراف كما جاء في إنجيل متّى ومرقس " مُعتَرِفينَ بِخَطاياهم" (متى 3: 6، مرقس 1: 5). وكانت المعمودية علامة المغفرة بالنظر إلى الله كما أنها كانت علامة التوبة علامة المغفرة بالنظر إلى الإنسان. أمَّا عبارة "مَعمودِيَّةِ" فتشير الاغتسال الذي كان يُمارس في الدين اليهودي للأطِّهار من النجاسات الطقسية (مرقس 7: 4)؛ أمَّا معمودية يوحَنَّا فأنها تختلف عنها حيث لا تُمنح إلا مرَّة واحدة، كاستعداد أخير إلى الدينونة أي إلى معمودية آخر الأزمنة (مرقس 1: 8)، إذ جاء يوحَنَّا بمعموديَّته يُهيئ الطريق لمعموديّة السيِّد المسيح. وهي تحتوي على شرط جوهري، أي التحول الباطني (متى 3: 2). وتهدف هذه المعمودية إلى مغفرة الخطايا، التي كانوا ينتظرونها منذ ذلك الحين حيث أنها هبة من ملكوت الله المُعلن عنه كما جاء ف نبوءة أشعيا " فأغتَسِلوا وتَطَهَّروا وأَزيلوا شَرَّ أَعْمالِكم مِن أَمامِ عَينَيَّ وكُفُّوا عنِ الإِساءَة " (أشعيا 1: 16). |
|