رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
التعويض الإلهي «لاَ تَخَفْ يَا أَبْرَامُ. أَنَا تُرْسٌ لَكَ. أَجْرُكَ كَثِيرٌ جِدًّا» ( تكوين 15: 1 ) نظر أبرام باحتقار مقدس لكل عطايا العالم، ورفض بإباء عرض ملك سدوم أن يأخذ الأملاك، قائلاً: «رَفَعْتُ يَدِي إِلَى الرَّبِّ الإِلَهِ الْعَلِيِّ مَالِكِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، لاَ آخُذَنَّ لاَ خَيْطًا وَلاَ شِرَاكَ نَعْلٍ وَلاَ مِنْ كُلّ مَا هُوَ لَكَ، فَلاَ تَقُولُ: أَنَا أَغْنَيْتُ أَبْرَامَ» ( تك 14: 22 ، 23). وربما أغواه الشيطان وأشعره بالندم والخسارة، فلماذا رفض كل الأملاك والغنائم؟ إنها حقوق طبيعية مشروعة لأنه هو الذي حارب وضحَّى وانتصر وأرجع المَسبيين والأملاك. لقد كانت فرصة لا تتكرَّر، وأملاك سدوم ليست قليلة. لكن الله لا يسمح لمَنْ يُكرمونه بالخسارة، والذين ضحُّوا من أجل اعتبارات مجده، لا بد أن يعوضهم ويكافئهم. أبرام رفض غنائم سدوم، لكن الله قال له: «أَجْرُكَ كَثِيرٌ جِدًّا (أنا أَجْرُكَ الكَثِير جِدًّا)». مثلما حدث بعد اعتزال لُوط عنه، حيث قال له الرب: «ارْفَعْ عَيْنَيْكَ ... لأَنَّ جَمِيعَ الأَرْضِ الَّتِي أَنْتَ تَرَى لَكَ أُعْطِيهَا وَلِنَسْلِكَ إِلَى الأَبَدِ» ( تك 13: 14 ، 15). كذلك هنا بعد أن ترفَّع أبرام ورفض عطايا ملك سدوم، قد عوَّضه الرب برؤيا وإعلان ووعد من الرب نفسه، أنه هو شخصيًا، وليس فقط عطاياه، سيكون له كل التعويض والمكافأة. وهذا قد شجَّع وفرَّح عبده جدًا. وكم يخسر المؤمنون الآن لأنهم يقبلون عطايا العالم المادية والأدبية، فيخسرون المكافآت الإلهية. والعالم قد يعرض شرورًا براقة على المؤمن، وبالأسف يعتبرها المؤمن فرصة لا تُعوَّض. والنتيجة أنه يخسر مكافآت الله وتعويضاته. ولعلنا نتذكَّر البطل موسى الذي «لَمَّا كَبِرَ أَبَى أَنْ يُدْعَى ابْنَ ابْنَةِ فِرْعَوْنَ، مُفَضِّلاً بِالأَحْرَى أَنْ يُذَلَّ مَعَ شَعْبِ اللهِ عَلَى أَنْ يَكُونَ لَهُ تَمَتُّعٌ وَقْتِيٌّ بِالْخَطِيَّةِ، حَاسِبًا عَارَ الْمَسِيحِ غِنًى أَعْظَمَ مِنْ خَزَائِنِ مِصْرَ، لأَنَّهُ كَانَ يَنْظُرُ إِلَى الْمُجَازَاةِ» ( عب 11: 24 –26). كذلك يوسف الذي رفض عرض امرأة فوطيفار، قد رفعه الرب وسلَّطه على كل أرض مصر (تك39، 41)، فهو يُكرم الذين يكرمونه ( 1صم 2: 30 ). . |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
فرح قلبي بعملك الإلهي في وفيهم أيها الكلمة الإلهي |
وقت التعويض |
التعويض |
التعويض الإلهي |
زمن التعويض المضاعف |