رئيس أساقفة ملبورن
في حوالي السادسة والنصف بعد الظهر قلت لأبى الأسقف: هيا بنا إلى العربة لنذهب إلى دار رئيس الأساقفة الكاثوليكي لأن موعدنا معه هو الساعة السابعة مساءً، والمطر شديد للغاية، فسنضطر إلى السير بالعربة ببطء.
حاول أبى الأسقف أن يتأخر قائلًا: "ماذا يحدث لو تأخرنا ربع ساعة أو نصف ساعة؟"
قلت له: "لم أعتد على ذلك، فإن كنت غير مستعد فإني أذهب واعتذر له".
أخيرًا ركب معي السيارة وفى تمام الساعة السابعة كنا عند مدخل دار رئيس الأساقفة وإذ فتح الأسقف باب السيارة وجد رئيس الأساقفة واقفًا أمامه وسط المطر الغزير، فقد ترك قصره وسار في الحديقة ووقف عند مدخلها ينتظرنا!
دُهش الأسقف وقال: "لك حق، كيف كان يمكننا أن نتأخر ورئيس الأساقفة الشيخ واقفًا هكذا تحت المطر الغزير؟"
ليتنا نتعلم أن نحترم أخوتنا فلا نتأخر دقيقة واحدة عن موعدٍ لأحدهم، فإن التأخير هو احتقار لوقت أخوتنا!
كن مثلًا حيًا في دقة المواعيد، فهي علامة النضوج وتقدير قيمة الزمن، واحترام الغير!
يذكرني هذا بقصة رواها لي أحد الآباء بأمريكا: [ذهبت مع أثنى عشر شخصًا إلى أحد الأديرة بأمريكا تبلغ مساحته حوالي 1000 فدانًا، مُستغل منه 250 فدانًا فقط.
أدهشني مع اتساع الدير وملحقاته دقة المواعيد فرئيس الدير مع جميع الرهبان يجتمعون سبع مرات كل يوم من الساعة 4,30 صباحًا حتى الساعة 8,15 مساءً للصلوات، بالمزامير يحضر الجميع بدون استثناء ولا يتأخر أحد منهم دقيقة واحدة.
يلتزم رئيس الدير مثله مثل راهب مبتدئ بتنظيف المائدة وخدمة الضيوف في دوره.
تأخرت أنا ومن معي ثلاث دقائق عن موعد الطعام، دُهشنا إذ وجدنا رئيس الدير مع كل الرهبان واقفين حول المائدة ينتظروننا لكي يبدأوا الصلاة.. خجلنا من أنفسنا.
لقد تعلمت أن أكون متواجدًا قبل الموعد بدقائق احترامًا لنفسي ولهم!