النظرة المسيحيّة، إذًا، تصل إلى حدّ الاعتبار أن الفقير هو المفضَّل على الغنيّ، لأنّه بفضل مساعدته يكتسب الغنيّ بركة، تُغفر له خطاياه، يصير رقيق الشعور، يخلُص، وبالتالي يدخل إلى الملكوت. فمَن الذي استفاد؟ الذي دفع قليلاً من المال، أم الذي ربح نعمة الله وبركته؟ من هنا أن العطاء في المفهوم المسيحيّ هو عطاء من تحت وليس من فوق. ليس فيه أيّ فضل. فعندما أُعطي، عليّ أن أكون مقتنعًا تمامًا أنّ الشخص الذي أُعطيه هو الذي يخدمني ولستُ أنا الذي أَخدمه. تمامًا بعكس النظرة الاجتماعيّة السائدة عندنا. ولذلك من مفاعيل العطاء وخدمة الفقير أنّه يُعتقنا من الدينونة. يقول الكتاب المقدّس: “كفِّر خطاياك بالصدَقة وأُذناك بالرحمة للبائسين عسى أن يطول أَمانُك”. ويقول أيضًا: “مَن يُعطي الفقير لا يحتاج، ولـمَن يحجب عنه عينيه لعنات كثيرة” (سفر الأمثال).
حديث للمطران سابا (إسبر)، مطران بُصرى حوران وجبل العرب والجولان