إن أسباب العثرة قد يقاومها القوي.
ولكن ما ذَنْب الضعيف؟
ونقصد بالقوي، القوي في روحياته، والقوي في إرادته، والناضج في تفكيره. هذا القوي يمكنه أن يدرك الخطأ ويقدر على مقاومته. ولو أنه من الجائز أن يقع في إدانة صاحبه.. ولكن المشكلة في عثرة الضعيف أو البسيط..
والضعيف أيضًا قد يقول: إن الكبار هكذا يسقطون، فماذا أفعل أنا الضعيف؟! وقد يستسلم للخطأ، أو يقع فيه يأسًا، أو انقيادًا.
وربما من عثرة الضعيف أن تسقط المُثُل العليا أمامه.
وهكذا فإن القديس بولس الرسول لما وبخ القديس بطرس الرسول، قال له قدام الجميع:
(إن كنت وأنت يهودي، تعيش أمميًا لا يهوديًا، فلماذا تلزم الأمم أن يتهودوا؟!) (غل 2: 14) قال ذلك لأنه وجد (أن برنابا أيضًا انقاد إلى ريائهم) (غل 2: 13) أي أعثر منهم..
فليحترس الكبار إذن في تصرفاتهم. ونقصد الأبوين في محيط الأسرة، والمدرسين بالنسبة إلى التلاميذ، والخدام بالنسبة إلى مخدوميهم والكهنة بالنسبة إلى شعبهم والمرشدين بالنسبة إلى من يسترشد بهم..
يحرصون ألا يكونوا عثرة في كلامهم وتصرفاتهم وحركاتهم وملامحهم..
وكذلك في حفظهم للنظام، وفي طاعتهم للقانون، وفي حفظهم للوصية . فإذا كان الشمامسة مثلًا لا يتكلمون في الكنيسة، يحرصون على احترام الهيكل والصلوات قد يقتدي بهم الشعب. وإن أخطأوا قد يكونون عثرة للشعب، الذي قد يفعل المثل..
والذي يتكلم أثناء الصلاة في الكنيسة يقع في عدة أخطاء:
أولًا: عدم احترام الكنيسة، وعدم احترام الصلاة، وعدم وجود مخافة الله في قلبه. والخطية الثانية: يكون عثرة لغيره: إما في أن يفعلوا مثله، أو أن يقعوا في إدانته.
وبالمثل الذي يداوم النظر إلى ساعته، أثناء الاجتماع أو العظة. وكذلك الذي يخرج من الكنيسة قبل البركة أو التسريح.
على الشخص أن يتنافَى العثرة، حتى لو لم يكن في تصرفه خطأ.
إن السيد المسيح عندما طلبت منه الجزية، وكان يعرف أن الجزية لا تطلب من بنى البلد بل من الغرباء، قال لبطرس: (ولكن لئلا نُعثِرَهم، اذهب إلى البحر وألق صنارة) (مت 17: 27).
ولكي لا يعثرهم أيضًا، تقدم إلى معمودية يوحنا التي للتوبة، مع أنه غير محتاج إلى توبة..
وإن السيد المسيح أطاع الناموس في أمور كثيرة لا تلزمه، وكذلك القديسة العذراء، لكي لا يعثرهم أحد.