كلوديا بروكولا
"وَإِذْ كَانَ جَالِسًا عَلَى كُرْسِيِّ الْوِلاَيَةِ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِ امْرَأَتُهُ قَائِلَةً:
إِيَّاكَ وَذلِكَ الْبَارَّ، لأَنِّي تَأَلَّمْتُ الْيَوْمَ كَثِيرًا فِي حُلْمٍ مِنْ أَجْلِهِ. "
متى 19:27
كلوديا بروكولا هي زوجة بيلاطس البنطي. لم يتم ذكر اسمها في الكتاب المقدس إنما في التاريخ الكنسى.وهي رومانية الجنس، وأغلب الظن أنها كانت تنتمى للطبقة الأرستقراطية.
المشهد هو: والي يجلس على كرسي الولاية منشغل بالكثير، المكان جميعه مزدحم من حوله بالكثير من الأصدقاء والغرباء. ويتحتم عليه الحكم في قضية المسيح، فالجموع تنتظر هاتفة، منهم المؤيد والمعارض وفيما بينهم الشعب والمسؤولين.
وفى وسط هذه جميعها تقرر زوجته أن ترسل له برسالة، وليست بأي رسالة. وينتهى المشهد ويغلق على صوت الجموع الهاتفة "باراباس". ومن هذا المشهد نستنج أنها كانت امرأة: " تَصْنَعُ لَهُ خَيْرًا لاَ شَرًّا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِهَا. " أمثال 12:31
لم ترى سوى حلم تألمت من أجله، ولم يُعرف ما هو محتوى الحلم أو ما الذى عانته من ألم، لكنها عرفت من خلاله أن المسيح بار، فلم تتردد لحظة واحدة في مشاركة زوجها بما رأته. شاركته خوفًا عليه من أن تتلطخ يداه بدم بار.
"بِهَا يَثِقُ قَلْبُ زَوْجِهَا فَلاَ يَحْتَاجُ إِلَى غَنِيمَةٍ. " أمثال 11:31 . ونتيقن من ذلك في تكرار بيلاطس في عدد 24 لنفس الكلمة التي ذكرتها له زوجته في رسالتها "البار". وهذا دليل على أنه في وسط كل مشاغله اهتم بقراءة رسالتها ووثق في كلماتها وتحذيرها له.
"تَفْتَحُ فَمَهَا بِالْحِكْمَةِ، وَفِي لِسَانِهَا سُنَّةُ الْمَعْرُوفِ. " أمثال 26:31
فلو لم تكن حكيمة وكانت كثيرة الكلام على أي شيء وكل شيء، لما اهتم زوجها بقراءة رسالتها فيما هو منشعل بكل ما لديه.
فرسالتها كانت رسالة تحذير لزوجها "إياك" ودفاعًا عن الظلم "البار" وتأكيدًا لكلامها "تألمت كثيرًا من أجله". فكانت رسالتها قصيرة المحتوى عميقة المغزى صائبة الهدف في توقيتها المناسب دليلاً على الحكمة.
أنصنع الخير للقريب منا والبعيد عنا، ونخشى عليهم من المخاطر فنحذرهم بشجاعة وحكمة في اختيار كلماتنا وتوقيتاتنا؟ هل نقف في وجه الظلم شهودا أمناء للحق؟
صل طالبًا منه شجاعة وحكمة طوال مسيرك في هذه الحياة.