يا ليتك كنت قد احتفظت بمحبتك بمجرد نقط البدء.
هنا نري عجبًا.. المفروض أن الإنسان الذي يبدأ بداية طيبة، يظل ينمو ويزداد، حتى يصل إلي الكمال الممكن.. أما أن إنسانًا يبدأ حسنًا ثم يقل ويقل، وينحدر إلي أسفل. حتى يقول له الرب أنك تركت محبتك الأولي.. فإن هذا الأمر يدعو إلي الأسى حقًا.. قد تعاتب شخصًا علي ترك محبته الأولي، فيقول لك: كيف هذا؟ هل أنا أخطأت في حقك في أي شيء؟! وأنت تجيب: المسألة ليست مسألة خطأ، وإنما مشاعر..
إنها أمور تحس.. وليس مسألة نقاش واقتناعات.
إنه يسلم عليه، ولكن ليس بالحرارة السابقة.. يقابله بعبارة طيبة، ولكن ليس بالفرح القديم. لا يفرح بالوجود معه.. لا يسعى إلي لقياه.. ليس له نفس الاشتياق القديم، ولا اللهفة القديمة. حقًا إنه لا يخطئ إليه ولكن في نفس الوقت، ليس له مشاعر الحب. لا يظهر الحب في لهجته، ولا في صوته، ولا في عينيه، ولا في ملامحه، ولا في ألفاظه، ولا في حرارته.