تفهم محدودية الآخرين

[روشا الفرفوشه]

تفهم محدودية الآخرين
لازلت تُنصت لمن يبدو أنهم يرفضونك. ولكنهم فى الحقيقة, لا يتكلمون ابداً عنك ! بل هم يتحدثون عن محدودياتهم. هم يعترفون بفقرهم أمام إحتياجاتك ورغباتك. هم ببساطة يطلبون تفهمك لذلك.
هم لا يقولون إنك سيئ, او قبيح, او حقير. هم فقط يقولون إنك تطلب شيئاً ليس فى مقدورهم أن يقدموه لك, وإنهم يحتاجون إلى ان يبتعدوا قليلاً عنك حتى يلتقطوا أنفسهم وينجوا عاطفياً. الأمر المُحزن هنا, هو أنك ترى إنسحابهم الضرورى على أنه رفض لك, بدلاً من أن تراه دعوة لك للعودة إلى داخلك وإكتشاف المحبة الحقيقية هناك !

ضع حدودا لمحبتك
حين يُظهر لك الآخرين حدودهم (قائلين مثلاً : "عفواً لا أستطيع أن أُقدم لك ذلك") فإنك تشعر بالرفض.
فأنت لا تستطيع أن تقبل حقيقة أن الآخرين لا يستطيعون أن يقدموا لك كل ما تتوقعه منهم. انت ترغب فى حُب غزير ورعاية وعطاء لا ينتهون.
إن جزءاً من صراعك هو ان تضع حدوداً لمحبتك الشخصية وهو الشيئ الذى لم تفعله من قبل. فأنت تُعطى كل ما يسأله الناس منك, وحين يسألون المزيد, فإنك تعطى المزيد,حتى تجد نفسك مُستهلكاً, ومُستغلاً, ومُستنفذاً. فلن تستطيع ابداً أن تعترف وتحترم وتُقدر ايضاً حدود الآخرين قبل أن تتمكن من أن تضع حدودك الشخصية أولاً.
انت تحصُل على إحتياجاتك بإزدياد فى محضر من تحبهم, إلى الدرجة التى فيها يشعر الآخرون بأنهم مرهقوم من جراء احتياجاتك, حتى أنهم يضطرون عملياً إلى تركك بمُفردك كيما ينجون بأنفسهم !
إن مُهمتك الكُبرى هى أن تُطالب نفسك بنفسك, فتحتوى إحتياجاتك فى حدود ذاتك وتمسكها فى محضر من تُحبهم نفسك.
إن التبادل الحقيقى للحب يتطلب إناساً يملكون أنفسهم ويقدرون على العطاء بعضهم للبعض فى الوقت الذى يتمسكون فيه بهويتهم الذاتية, لذا فلكى تتمكن من العطاء بأكثر فاعلية, وتتمكن اكثر من كبح احتياجاتك, يجب ان تتعلم ان تضع حدوداً لمحبتك.

هنرى نويين

[Mary Naeem]

شكرا على المشاركة
ربنا يفرح قلبك

[روشا الفرفوشه]

ميرسى على مشاركتك الجميله