|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لا يقف خطر الخطية عند حد الابتعاد عن الله، بل يتعداه إلى الاستعباد للنفس، فالخطية لا تكتفي بفصلنا عن الله وإبعادنا عنه بل تأتي بنا إلى العبودية والأسر، وخليق بنا الآن أن نتأمل في دواخل الخطية وبواطنها، لأنها ليست مجرد عمل خارجي رديء أو عادة سيئة، لكنها فساد داخلي عميق المدى، وما الخطايا التي نرتكبها سوى تعبيرات ظاهرة خارجية لهذا المرض الداخلي الخفيّ الخبيث، وقد أوضح يسوع ذلك في حديثه في إنجيل متى 12: 32- 35 مبيّناً أن طبيعة الثمر يتوقف على طبيعة الشجرة عينها، وهكذا أفعالنا ان هي إلا تعبير عما في قلوبنا "فإنه من فضلة القلب يتكلم الفم".. وعلى نفس القياس، إن البقع الحمراء التي تظهر على الجسم ليست هي مرض الحصبة، لكنها علامات وأعراض للمرض الذي غزا الجسم، وخطايانا علامات تكشف عن مرض روحي، أصاب قلب الإنسان "والقلب أخدع من كل شيء وهو نجيس من يعرفه" (ارميا 17: 9) وقال يسوع: "لأنه من الداخل من قلوب الناس تخرج الأفكار الشريرة، زنى فسق قتل سرقة طمع خبث مكر عهارة عين شريرة تجديف كبرياء جهل. جميع هذه الشرور تخرج من الداخل وتنجّس الإنسان" (مرقس 7: 21 -23)والكتاب المقدس مملوء بالإشارات إلى وبأ وعدوى الطبيعة البشرية، وهذا نفس ما قصده اللاهوتيون بقولهم: "الخطية الأصلية".. وهي كما جاءت في المادة التاسعة من قانون كنيسة انكلترا "...هي الخطأ والفساد في طبيعة كل إنسان...وان هذه العدوى الكامنة في الطبيعة تبقى وتدوم.." فالخطية الأصلية هي ميل أو انحراف نحو الخطية ونحو عبادة الذات نرثه، وهو متعمق في داخل شخصياتنا البشرية، ويُظهر نفسه في آلاف الطرق القبيحة وقد أسماه بولس "بالجسد" وذكر قائمة بأعمال هذا الجسد في قوله: "وأعمال الجسد ظاهرة التي هي زنى عهارة نجاسة دعارة عبادة الأوثان سحر عداوة خصام غيرة سخط تحزب شقاق بدعة حسد قتل بطر وأمثال هذه" (غلاطية 5: 19-21). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
لماذا تفصلنا الخطية عن الله وعن قريبنا |
نحن نكره الخطية لأنها تفصلنا عن الله |
إن الله يكره الخطية لسبب بسيط هو أن الخطية تفصلنا عنه |
الخطية تفصلنا عن الله روحيا |
كيف تفصلنا الخطية عن الله |