رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
البابا شنوده الثالث
دروس من الموت أنت تتعلم من الحياة، وأيضًا من الموت. إنه أستاذ كبير لك ولكثيرين.. كثير من الآباء أخذوا من الموت درسا في التجرد، ودرسا في فناء العالم وبطلان كل شهواته. والبعض منهم قاده عمق هذا الشعور إلي الرهبنة وترك العالم كله. ومن أمثلة هؤلاء القديس العظيم الأنبا أنطونيوس. أبصر أباه علي فراش الموت بلا حراك، فخاطبه قائلا: [أين هي قوتك وعظمتك وغناك؟ لقد خرجت من العالم بغير إرادتك. أما أنا فسأخرج منه بإرادتي، قبل أن يخرجوني كارهًا]. وهكذا عزم علي الرهبنة. وبهذا الشعور القلبي تأثر من الآية التي سمعها في الكنيسة (مت 19:21). والقديس الأنبا بولا أول السواح تأثر بالموت أيضًا. وكان في طريقه إلي القضاء ليختصم قريبا له بسبب ميراث. وفي الطريق رأي موكب جنازة.. فتأثر، وترك المال والخصومة، وذهب إلي البرية سعيًا وراء خلاص نفسه.. وهناك قصه نصيحة سمعها أخ من القديس مقاريوس الكبير: قال للشاب اذهب وامدح الموتى. فذهب وقال لهم: [يا أبرار يا صديقون يا قديسون..] ورجع فسأله القديس: [هل أجابوك بشيء؟ وهل فرحوا بمديحك؟] فقال له [كلا]. قال له القديس: [اذهب إذن وانتقدهم] فذهب وفعل كذلك. فسأله القديس: [هل أجابوك بشيء؟ وهل حزنوا بمذمتك لهم؟] فأجاب [كلا]. فقال له القديس: [هكذا أنت، إن أردت أن تكون راهبًا، فكن كهؤلاء الموتى. لا تفرح بمديح ولا تحزن بسبب مذمة]... والقديس مقاريوس نام مرة، وقد وضع جمجمة تحت رأسه. وبعض القديسون كانوا ينتفعون روحيًا من منظر الجماجم، ومن رؤية الموتى، ومن زيارة المقابر، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. بل إن مجرد ذكر الموت كان ينفعهم. والتأمل فيه كان درسًا روحيًا لهم. وقيل عن الإسكندر الأكبر، أعظم قائد وإمبراطور في جيله، إنه كان قد كلف خادمًا له أن يقول له كل يوم: [تذكر أنك إنسان، ولابد ستموت في يوم ما].. فليتك أيضا تنتفع من كل وفاة تسمع بها ومن كل جناز تحضره، وتتتلمذ علي أولئك الذين أثر الموت فيهم، وأخذوا منه دروسًا نافعة. |
04 - 11 - 2021, 06:13 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دروس من الموت
مشاركة جميلة جدا ربنا يبارك حياتك |
||||
04 - 11 - 2021, 06:24 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: دروس من الموت البابا شنوده الثالث
شكرا جدا جدا سلام ونعمه |
||||
|