زاره البطريرك اثناسيوس الرسولي، وكتب سيرته كما مر بنا. وكتب اليه الملك قسطنطين وأبناه قسطنطينوس وقسطنس خطابات طمعاً بنيل بركته، ورجوه أن يجاوبهم، ففعل بإلحاح تلاميذه عليه. وكانت أجوبته منطوية على النصائح الأبوية، والتذكير بالحياة الأبدية. وقد فرحوا بها كثيراً.
وقبل وفاة القديس الأنبا بولس أول المتوحدين الحبساء ( + 347)، زارها الأنبا انطونيوس، بإلهام رباني وسمع منه قصته كما أنبأه الأنبا بول عن دنو أجله، وأن اللّـه أرسله ليقوم بمراسم دفنه، فحزن الأنبا أنطونيوس كثيراً وبكاه بكاء مراً. واهتم به وكفنه بعباءته التي أهداها اليه الأنبا اثناسيوس الرسولي البابا الاسكندري العشرون، وصلى عليه وأودعه لحداً حفره أسدان أرسلهما اللّـه اليه، وأخذ قميصاً من خوص كان عليه ورجع الى تلاميذه وأخبرهم بقصته، وقد عمَّر الأنبا بولس نحواً من مئة وثلاث عشرة سنة.