غير أن "ناموس الوصايا" قد يعني أيضاً الناموس الأدبي إذا نُظر إليه كواسطة لنوال الخلاص أو كشرط أساسي للتمتع بالسلام مع الله. هذا يؤيد قول الرسول في رسالة رومية (7: 1- 6, 8: 2- 4) "... لأن ناموس روح الحياة في المسيح يسوع قد أعتقني من ناموس الخطية والموت. لأنه ما كان الناموس عاجزاً عنه في ما كان ضعيفاً بالجسد, فالله إذ أرسل ابنه في شبه جسد الخطية ولأجل الخطية دان الخطية في الجسد لكي يتم حكم الناموس فينا نحن السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح". فالمسيح أبطل الناموس الطقسي برفعه أثقاله عن الإنسان وتحريره إياه من كل مطاليبه. وقد أبطل الناموس الأدبي بتغييره موقف المؤمن بالنسبة إليه, إذ غير موقف المؤمن بالنسبة إلى الله. فبدل أن كان المؤمن مطالباً بإطاعة الناموس والخضوع له لكي يتمتع برضوان الله وغفرانه وسلامه, أضحى متمتعاً بسلام الله الذي اشتراه له المسيح بدماه, فأصبح ينظر إلى الناموس لا كأنه أداة خلاصه, بل مظهر من مظاهر إرادة الله المعلنة للبشر. قبلاً كان الإنسان مطالباً بالعمل بموجب الناموس ليتمتع بسلام الله, والآن اصبح متمتعاً بسلام الله, فهو لذلك يحترم الناموس, لأنه مجلي فكر الله الذي أحبه وافتداه. قبلاً كان يعمل بالناموس ليخلص, واليوم يعمل وفق الناموس لأنه نال الخلاص. قبلاً كان الناموس عليه سيداً جباراً عتياً. واليوم صار له خادماً وفياً. قبلاً كان يخضع لناموس الوصايا, واليوم صار يعمل بناموس المحبة.