![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أرض الأحياء ![]() لولا أنني آمنت بأن أرى جود الرب في أرض الأحياء ... انتظر الرب. ليتشدد وليتشجع قلبك، وانتظر الرب ( مز 27: 23 ،24) تُرى ما هي أرض الأحياء، التي آمن داود بأن يرى جود الرب فيها؟ قال بعضهم إن أرض الأحياء هي بعكس القبر. فطالما أنه حي، فإنه مؤمن بأن جود الرب لن ينقطع من نحوه. ومع أن هذا صحيح كمبدأ، لكننا نعتقد أن أرض الأحياء تعني أكثر من مجرد الحياة؛ إنها تعني أرض الواقع. إنها ليست أرض الأحلام الوردية، ولا الآمال الفضية، بل هي الحياة كما هي، كما عرفها كل مَنْ عبروا قبلنا وادي ظل الموت هذا، ووادي البكاء. إنها تعني إذاً الحياة بقسوتها وشرورها. أو ـ كما أشرنا ـ هي أرض الواقع المُعاش الذي كثيراً ما كان صعباً ومُراً. بحسب هذا التفسير، فليست حياة الأطفال وما يميزها من لهو بريء هي أرض الأحياء هنا؟ ولا حتى حياة الشباب، تلك الحياة التي يغلب عليها الآمال العريضة، وضحكات المرح. بل إن فكر المرنم، كما نفهمه من القرينة، متجه إلى ما تعيَّن على الأحياء أن يواجهوه ويكابدوه ( أي 7: 3 ). أرض الأحياء ـ من قرينة المزمور ـ هي حياة الرجال والنساء الذين يضطرون لمواجهة صروف الحياة بمآسيها المُفجعة. هي الحياة التي ابتدأت الأنوار المُبهجة تنسحب منها بصفة عامة. أيمكن أن نسير في دروب هذه الحياة الصعبة، دون الإيمان بأن نرى جود الرب في أرض الأحياء؟ لو حدث ذلك فإن ما سينتج عنه هو شيء لا يمكن التعبير عنه. ولعل هذا يلقي الضوء على ما قاله داود في مزمور آخر: "لأن رحمتك أفضل من الحياة" ( مز 63: 3 ). فما قيمة حياة تخلو من رحمة الله، ولا يتمتع فيها المرء بجود الرب؟ في هذه الحالة يكون الموت أهون ألف مرة. لا عجب إذاً أن الذين يفقدون رؤية وجه الله ينهون حياتهم بأيديهم، وينتحرون، فما أقسى الحياة دون أن نرى جود الرب! أبْعِد إله الكتاب المقدس عن الإنسان التقي، أو حتى غير التقي، ستتحول الحياة فوراً إلى مأساة رهيبة لا يمكن أن تُعاش، ولا في غرف الإنعاش. لكننا نؤمن أن كل الأشياء التي تُرى في ذاتها أنها مزعجة، بل ومُرعبة، هي في يد أبينا، ذاك الإله الصالح الممتلئ بالجود من نحونا. . |
![]() |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
يا لأرض الأحياء هذه! |
في أرض الأحياء |
الأحياء |
الأحياء |
السيد المسيح يأتى فى مجده ليدين الأحياء والأموات. فمن هم الأحياء ومن هم الأموات ؟ |