أنه بالعدل والصواب قد سميت هذه الأرض وادي الدموع. من حيث أنها هي مكان الأستحقاقات، لأننا قد وضعنا ههنا جميعاً لكي نتألم مكتسبين لأنفسنا بواسطة فضيلة الصبر الحيوة الأبدية المغبوطة، كما قال الله عينه: أنكم بصبركم تقتنون أنفسكم: (لوقا ص21ع19) فالحق سبحانه وتعالى قد أعطانا مريم البتول نموذجاً للفضائل كلها، ولكن بنوع خاص لفضيلة الصبر. ففيما بين الأشياء الأخرى التي يلاحظها القديس فرنسيس سالس أنه لأجل هذه الغاية نفسها قد أعطى مخلصنا والدته العذراء في عرس قانا الجليل الجواب بقوله لها: مالي ولكِ أيتها الأمرأة، لم تأتِ ساعتي بعد: مظهراً كأنه أعتبر قليلاً تضرعاتها، لكي يعطينا هذه الأم الإلهية نموذجاً للصبر: ولكن على ماذا نجول مفتشين عما نقوله عن فضيلة صبرها، في الوقت الذي فيه نرى أن حياتها كلها على الأرض كانت رياضةً متصلةً، وممارسةً دائمةً لأفعال هذه الفضيلة. لأنها قد عاشت على الدوام فيما بين الآلام، حسبما أوضح ملاك الرب للقديسة بريجيتا قائلاً:" كما أن الوردة تنبت وتنمو فيما بين الأشواك، هكذا قد عاشت هذه البتول المكرمة على الأرض فيما بين الشدائد".