الناموس فهو اختبار للإنسان الساقط؛ هل يستطيع أن يسلك كما ينبغي لمخلوق مسؤول أمام الله الديَّان؟ وهذا الناموس الذي يؤكد سلطان الله على الإنسان، إنما يُعلن الله ديَّانًا فقط، مُطالبًا الناس بما يجب أن يكونوا عليه دون أن يُعلن من صفات الله سوى أنه عادل وقدوس، ودون أن يتدخل بالعلاج لإبراء الإنسان من جهله وتخليصه من تعاسته التي جلَبتها عليه الخطية. إنه يطلب من السقيم أن يكون سليمًا دون أن يتدخل في أمر علاجه من مرضه، ويُطالب المُفلس أن يُنفق دون أن يُسدِّد له ديونه أو يُغنيه. فالناموس يُري الإنسان قمة الكمال الأدبي دون أن يأخذ بيدهِ، ويُطالبه بالتزام الطاعة في خط سير مُعيَّن، دون أن يُشدِّد ساعده.