رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إذا تأملت حياة القديسين الذين أحبوا الله، لابد ستحبه مثلهم. وبخاصة إذا تأملت الدالة العجيبة التي كانت بينهم وبين الله، وكيف منحهم الرب مكانة سامية، واعتبرهم كأصدقاء الله، ويأتمنهم حتى على أسراره. سير القديسين ترفع القارئ إلى مستوى روحي عال. مستوى أعلى من المادة ومن العالم، واسمي من الجسد ومن الخطية. فتطرح العالم خارج القلب، لكي يسكن الله فيه. وهى غذاء روحي النفس، كما قال ماراسحق "شهية هي أخبار القديسين، مثل المياه للغروس الجُدُد". تؤثر سير القديسين في النفس، وتدعو إلى التمثل بهم. تحرك فوج من الألمان لزيارة مصر وقضوا فترة في الغردقة وكانوا يستعدون بعد هذا لزيارة دير القديس العظيم الأنبا أنطونيوس والسياح الأجانب يهتمون بمعرفة تفاصيل الأماكن التي سيزورونها فيقرأون عنها. جلست إحدى السيدات الألمانيات تقرأ عن الدير وبعد قراءة سيرة القديس مرقس الأنطوني الكاتب وقامت مسرعة حتى تلحق بالفوج ليتحركوا في طريقهم إلى الدير ولكن فيما هي مسرعة لم تجد نظارتها، بحثت عنها حولها وللأسف باءت محاولاتها كلها بالفشل وإضطرت أن تحضر إلى الفوج وهي حزينة لضياع النظارة وما ينتج عن ذلك من تعطيلها عن قراءة وكتابة الكثير مما تود أثناء الرحلة. عند وصول الفوج إلى الدير زاروا كنائسه فكانت آخر كنيسة يزورونها كنيسة القديس مرقس الأنطوني وأقبل أفراد الفوج بعد سماعهم لشرح الأب الراهب عن سيرة هذا القديس حتى يتباركوا من جسده وتفاجأ هذه السيدة بوجود نظارتها على الجسد فكانت فرحتها ليست فقط بإستعادة نظارتها ولكن بالأحرى تعلق قلبها بهذا القديس الحنون الذي اهتم باحتياجها فأعاد النظارة إليها. إن محبتك للقديسين تفتح لك أبواب محبتهم الفائضة فيصاقونك ويهتمون بك ويحاصرونك بحبهم لعلك خلال هذه الصداقة وسدهم لإحتياجاتك المادية يرتفع قلبك إلى السماء فتشتاق إليها وتستعد لها. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
دائمًا يبحث الناس عن النهاية، ويهتمون بها |