“ثم اقتربوا إلى القرية التى كانا منطلقين إليها، وهو تظاهر كأنه منطلق إلى مكان أبعد. فألزماه قائلين امكث معنا لأنه نحو المساء، وقد مال النهار. فدخل ليمكث معهما. فلما اتكأ معهما أخذ خبزاً وبارك وكسر وناولهما، فانفتحت أعينهما وعرفاه ثم اختفى عنهما” (لو24: 28-31).
فى اتضاع عجيب امتثل السيد المسيح لرغبة تلميذيه حينما ألزماه أن يمكث معهما. وبالفعل دخل ليمكث معهما. وعرفاه عند كسر الخبز. وحينما عرفاه اختفى عنهما.. لأنه لم يظهر ليتباهى بقيامته، بل ليقتادهما إلى معرفة حقيقة الخلاص الذى صنعه لأجلهما ولأجل البشرية جمعاء.
وقالا بعضهما لبعض: “ألم يكن قلبنا ملتهباً فينا، إذ كان يكلمنا فى الطريق ويوضح لنا الكتب؟!” (لو24: 32).
أشفق السيد المسيح على تلميذى عمواس، لأنهما كانا فى حزن وألم بعد الصلب. وبحكمة عجيبة استطاع من خلال شرح الكتب المقدسة -أنفاس الله- أن يتدرج بهما من الحزن واليأس إلى الفرح والرجاء .. حتى ارتفعت روحاهما إلى المستوى الذى عاينا به الرب القائم من الأموات بأعين منفتحة تستطيع أن تراه وتعرفه وتشهد لقيامته المجيدة.
ليتنا يا رب نصغى لكلامك بقلوب ملؤها الاشتياق إلى معرفة الحق، حتى نستطيع أن نراك بأعين قلوبنا.