رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كان هذا القديس ابناً لثاؤفيلس، كاهن بلدة تلا ببلاد الرها،\ وترَّهب منذ حداثته في دير فاسيليتا (دير فاسيليتا أي دير مقطع الحجارة بجبل الأزل في العراق) حيث نال فيه قسطاً وافراً من التعليم اللاهوتي والآداب السريانية واليونانية ورُسِم كاهناً، فذاع صيت فضائله، فسمعت عنه الملكة الأرثوذكسية ثيئودورا زوجة الإمبراطور الخلقيدوني جستنيان وأرادت أن تراه، فذهب إلى القسطنطينية مع قس آخر يدعى سرجيس، فاستقبلتهما الملكة بحفاوة بالغة ثم ذهب إلى دير بالقسطنطينية وتوحد فيه قرابة خمسة عشر عاماً. وعندما طلب الحارث بن جبلة أمير العرب من الملكة ترتيب رعاية له ولشعبه الرافضين لمجمع خلقيدونية، ساندت البابا السكندري ثيئودوسيوس والبطريرك أنتيموس بطريرك القسطنطينية والأسقف يوحنا المصري المحتجزين في قصرها بأمر الملك جستنيان، ومكنتهم من سيامة يعقوب البرادعي مطراناً على الرها وآخر اسمه ثيئودورس مطراناً للعرب في البصرة. ومنحوا المطران يعقوب البرادعي سلطات رعوية مسكونية واسعة لإتمام الرسامات الكهنوتية للشعب الأرثوذكسي الرافض لمجمع خلقيدونية في كل مكان، فكان يتنقل من مكان لآخر متخفياً في ثياب بالية رثة مصنوعة من قماش البردعة التي توضع على ظهر الحمير والبغال للجلوس عليه، ومن هذه الثياب جاء لقبه " البرادعي ". كان الرب يساعده على التنقل بسرعة ويؤيده بالمعجزات فكان يجول يثبت الكنائس والمؤمنين على الإيمان الأرثوذكسي. ويقول أحد المؤرخين أن عدد الإكليروس الذين رسمهم مار يعقوب بلغ مائة ألف كاهن وشماس، منهم تسعة وثمانون أسقفاً. كما رسم بمساعدة أساقفة آخرين بطريركين لأنطاكية. قصد يعقوب البرادعي الإسكندرية للقاء البابا داميانوس الإسكندري البابا 35، مع وفد من أساقفة أنطاكية. فوصل إلى دير رومانس بفلسطين على الحدود المصرية فداهمهم مرض وبائي تنيَّح أربعة منهم، من بينهم القديس المطران يعقوب البرادعي عن سن 73 عاماً بعد أن خدم المطرانية المسكونية نحو سبعة وثلاثين عاماً. ولما سمع البابا داميانوس بخبر قدومه ذهب إلى دير رومانس لاصطحابه إلى الإسكندرية ولما وصل وجده قد تنيَّح فتأثر كثيراً وكتب رسالة تعزية إلى الكنيسة السريانية، ثم حاول نقل جسده إلى الإسكندرية فرفض رهبان دير رومانس ثم صلوا عليه ودفنوه في ديرهم، وبعد ذلك تم نقله إلى ديره الذي ترَّهب فيه ودُفن هناك بإكرام جزيل. بركة صلواته فلتكن معنا. آمين |
|