” إلهى إلهى لماذا تركتنى؟ ” ( مت27: 46)
فى قول السيد المسيح فى نبوة المزمور: “أما أنا فدودة لا إنسان” هل صار بالفعل دودة وليس إنساناً؟! أم أنه يقصد أنه صار فى نظر اليهود مثل دودة محتقرة “عار عند البشر ومحتقر الشعب”. وهكذا عند قوله “لماذا تركتنى” يقصد أنه قد صار متروكاً فى نظرهم فقط لأنه صار مثل المصاب المضروب من الله كقول إشعياء النبى: “ونحن حسبناه مصاباً مضروباً من الله ومذلولاً. وهو مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا” (إش53: 4، 5). فعبارة “ونحن حسبناه” توضح أن هذا كان فى فكر الناظرين إلى المصلوب.
أما ما يحسم القضية فى كل هذا الجدال أنه فى نفس المزمور الذى يصف آلام السيد المسيح وثقب يديه ورجليه يقول: “يا خائفى الرب سبحوه.. لأنه لم يحتقر ولم يرذل مسكنة المسكين ولم يحجب وجهه عنه، بل عند صراخه إليه استمع” (مز22: 23، 24) إذن فالآب لم يحجب وجهه عن الابن على الصليب بل بالعكس لقد استمع إلى صراخه واستجاب له وقبل شفاعته الكفارية عن البشر، وهذا ما تتغنى به الكنيسة عن السيد المسيح فى لحن “Vai `etafenf فاى إيتاف إنف” {هذا الذى أصعد ذاته ذبيحة مقبولة على الصليب عن خلاص جنسنا، فاشتمه أبوه الصالح وقت المساء على الجلجثة}.