منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 30 - 07 - 2021, 06:07 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,209

” ولست أنا بعد فى العالم ” (يو17: 11)


” ولست أنا بعد فى العالم ” (يو17: 11)

تكلّم السيد المسيح عن صعوده جسدياً إلى السماء، حيث يجلس عن يمين الآب، وبالتالى عن تركه للعالم الذى يعيش فيه تلاميذه الذين اختارهم وأرسلهم ليكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها فقال: “ولست أنا بعد فى العالم، وأما هؤلاء فهم فى العالم، وأنا آتى إليك” (يو17: 11)..

كان السيد المسيح قد قطع رحلة عمره على الأرض وقبيل صعوده اجتاز الآلام من أجل خلاص البشرية ونصرتها على الشيطان، وتحطيم شوكة الموت، وإتمام المصالحة مع الله.

وإذ أكمل السيد المسيح رسالته على الأرض، كان ينبغى أن يترك العالم ويمضى إلى الآب حيث يمارس عمله كرئيس كهنة فى المقادس العليا يشفع كل حين من أجل مغفرة خطايا التائبين المعترفين بقوة دمه والمتحدين معه بشبه موته وقيامته.

وكان لزاماً على الكنيسة أن تكمل مسيرتها على الأرض بينما ارتفع رأسها إلى السماء متشبهة به فى آلامه ونصرته على إبليس.. إلى أن تنتهى الأزمنة، ويأتى السيد المسيح فى مجد أبيه مع ملائكته القديسين ليدين العالم.. ويأخذ الكنيسة عروسه المحبوبة معه إلى المجد فى ملكوت السماوات..

صار الرسل هم وكلاء أسرار الله – يمثلون خدمة السيد المسيح فى استمراريتها من أجل خلاص الكثيرين فى هذا العالم الحاضر. كقول معلمنا بولس الرسول: “هكذا فليحسبنا الإنسان كخدام المسيح ووكلاء سرائر الله” (1كو4: 1).

كان حديث السيد المسيح مع الآب السماوى فى هذه العبارات يدور حول تلاميذه القديسين على وجه التخصيص، لأنه قال بعدها فى نفس المناجاة: “ولست أسأل من أجل هؤلاء فقط، بل أيضاً من أجل الذين يؤمنون بى بكلامهم” (يو17: 20). وبهذا يكون قد انتقل إلى الطِلبة من أجل جميع المؤمنين المعترفين باسمه.

ومما يدل أيضاً أنه كان يتكلم عن تلاميذه القديسين أنه قال عنهم: “حين كنت معهم فى العالم كنت أحفظهم فى اسمك الذين أعطيتنى حفظتهم ولم يهلك منهم أحد إلا ابن الهلاك ليتم الكتاب. أما الآن فإنى آتى إليك” (يو17: 12، 13). والمقصود بابن الهلاك هو يهوذا الإسخريوطى الذى أسلمه.

أما باقى التلاميذ فقال عنهم للآب: “كما أرسلتنى إلى العالم. أرسلتهم أنا إلى العالم” (يو17: 18).

لقد حملوا بشارة الإنجيل للعالم بعد صعود السيد المسيح وحلول الروح القدس عليهم. وحملوا رسالة المصالحة بين الله والإنسان كقول معلمنا بولس الرسول: “الله الذى صالحنا لنفسه بيسوع المسيح وأعطانا خدمة المصالحة. أى أن الله كان فى المسيح مصالحاً العالم لنفسه، غير حاسب لهم خطاياهم وواضعاً فينا كلمة المصالحة. إذاً نسعى كسفراء عن المسيح كأن الله يعظ بنا. نطلب عن المسيح تصالحوا مع الله” (2كو5: 18-20).

عبارة “نطلب عن المسيح” أى نطلب نيابة عن السيد المسيح أو كوكلاء لخدمته. وقد أكدّ السيد المسيح مبدأ الوكالة بقوله: “فمن هو ترى الوكيل الأمين الحكيم الذى يقيمه سيده على عبيده، ليعطيهم طعامهم فى حينه. طوبى لذلك العبد الذى إذا جاء سيده، يجده يفعل هكذا. حقاً أقول لكم: إنه يقيمه على جميع أمواله” (لو12: 42-44).

لقد طلب السيد المسيح من أجل تلاميذه لكى يحفظهم الآب من الشرير أثناء وجودهم فى العالم – لكى يحملوا الرسالة بعد أن يمضى هو إلى الآب ليمارس عمله كرئيس كهنة فى الأقداس السماوية.

وقد رسمت العناية الإلهية هذه الصورة العجيبة أن السيد المسيح الرأس هو فى السماء، والكنيسة جسده هنا على الأرض تعمل عمله وتحمل رسالته إلى أن يجيء هو فى نهاية الأزمنة ليأخذها إلى ملكوته الأبدى.

وقد جمع الله فى السيد المسيح أيضاً ما فى السماوات وما على الأرض كما هو مكتوب “لتدبير ملء الأزمنة ليجمع كل شئ فى المسيح ما فى السماوات وما على الأرض فى ذاك الذى فيه أيضاً نلنا نصيباً معينين سابقاً حسب قصد الذى يعمل كل شئ حسب رأى مشيئته” (أف1: 10، 11).

الكنيسة تؤدى رسالتها على الأرض ونظرتها متجهة نحو السماء.. وأشواقها.. وفكرها.. وشركتها حيث المسيح جالس عن يمين العظمة.

وقد عبّر القديس بولس الرسول عن هذه الحقيقة فى وصفه لمسيرة الكنيسة فقال: “لأنكم لم تأتوا إلى جبل ملموس مضطرم بالنار وإلى ضباب وظلام وزوبعة.. بل قد أتيتم إلى جبل صهيون وإلى مدينة الله الحى أورشليم السماوية وإلى ربوات هم محفل ملائكة. وكنيسة أبكار مكتوبين فى السماوات وإلى الله ديان الجميع وإلى أرواح أبرار مكملين. وإلى وسيط العهد الجديد يسوع وإلى دم رش يتكلم أفضل من هابيل” (عب12: 18، 22-24).

هذه الصورة الرائعة التى أرادها السيد المسيح لكنيسته المجيدة، وطلب من الآب لأجلها لكى يحضرها كنيسة لا عيب فيها. تحيا فى شركة الروح مع الله وملائكته القديسين. وتتجه مسيرتها نحو السماء، وهى تقطع زمان غربتها على الأرض صانعة مشيئة ذاك الذى اشتراها بدمه الثمين حتى يستعلن ملكوت السماوات بقوة.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
المحبة من خلال الصلاة (يو17)
” وكل ما هو لى فهو لك ” (يو17: 10)
” أنا مجدتك على الأرض ” (يو17: 4)
(لأنك أحببتني قبل إنشاء العالم )( يو17: 24)
ولست أنا بعد في العالم


الساعة الآن 03:04 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024