رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
غسل الأرجل رأينا السيد المسيح وسمعناه يتصرف باتضاع عجيب فى كل المواقف. وها نحن نراه الآن وهو يغسل أرجل تلاميذه. كان الصليب بالنسبة للسيد المسيح، هو طريقه فى بناء الملكوت.. وكان الاتضاع هو طريقه نحو الصليب، وطريقه فى الصليب. فقبل الصليب مباشرة، وضع السيد المسيح خدمة غسل الأرجل، كما سجلها لنا إنجيل القديس يوحنا: “أما يسوع قبل عيد الفصح، وهو عالم أن ساعته قد جاءت لينتقل من هذا العالم إلى الآب. إذ كان قد أحب خاصته الذين فى العالم أحبهم إلى المنتهى. فحين كان العشاء، وقد ألقى الشيطان فى قلب يهوذا سمعان الإسخريوطى أن يسـلمه. يسوع وهو عالم أن الآب قد دفع كل شئ إلى يديه، وأنه من عند الله خرج، وإلى الله يمضى. قام عن العشاء وخلع ثيابه، وأخذ منشفة واتزر بها. ثم صب ماء فى مغسل، وابتدأ يغسل أرجل التلاميذ ويمسحها بالمنشفة التى كان متزراً بها” (يو13: 1-5). أراد السيد المسيح أن يوضح أن الهدف من صلبه هو غسل أرجل تلاميذه. بمعنى أن خدمة التطهير وغسل الخطايا، هى مسئوليته باعتباره الفادى والمخلص. وقد ربط الوحى بشكل عجيب فى بشارة يوحنا بين الحب والاتضاع “إذ كان قد أحب خاصته.. إلى المنتهى.. قام عن العشاء.. وابتدأ يغسل أرجل التلاميذ” (يو 13: 1-5). المحبة الحقيقية تتحقق بالاتضاع.. والاتضاع يتألق بالمحبة، وكلاهما يلتقيان معاً فى بذل الذات وإنكارها. |
|