لقد قال الحكيم "لا تفتخر بالغد" ( أم 27: 1 )، أما الحكمة نفسه فقال "لا تهتموا للغد". كلنا مسافرون صوب الأبدية، والمسافر الحكيم لا يجمع في مخيلته كل الحجارة المبعثرة على طول طريق رحلته، ويكومها جبلاً عالياً يمنع المرور، ثم يقول بحزن: لن يمكنني مهما أوتيت من القوة اجتياز هذا الجبل الجاثم أمامي.
بل إن المسافر الحكيم أيضاً لا يحاول عبور القنطرة قبل بلوغها.
أما المؤمن الحكيم فإنه يثق في وعود الرب الكثيرة والمشجعة، ومن ضمن هذه الوعود "لا يدع رجلك تزل" ( مز 121: 3 )، وأيضاً "لا تُصدم بحجر رجلك" ( مز 91: 12 )، وأيضاً "لا تخف لأني معك، لا تتلفت لأني إلهك. قد أيدتك وأعنتك وعضدتك بيمين بري" ( إش 41: 10 ).