خادم الله لابد أن تصطبغ خدمته بالناحية الروحية. فلا ينسى نفسه فى وسط مشاغل الخدمة الكثيرة لئلا يتحول إلى ما يشبه موظف فى الكنيسة.
وربما يلاحظ الناس أن كلامه يبتعد كثيراً عن المجال الروحى لأنه “من فضلة القلب يتكلم الفم” (مت12: 34). وبهذا تفقد خدمته تأثيرها على المخدومين.
ولكن هناك مشكلة أكبر وهى أن يتحول الهدف من الخدمة الرسمية إلى الكسب المادى أو جمع المال. وهنا تنهار الخدمة تماماً لأن السيد المسيح قال: “لا تقدرون أن تخدموا الله والمال” (مت6: 24).
فالكاهن مثلاً الذى يسعى إلى اكتناز الأموال من وراء خدمته، ولا يبالى بخلاص الرعية ينطبق عليه قول الرب فى سفر حزقيال: “ويل لرعاة إسرائيل الذين كانوا يرعون أنفسهم. ألا يرعى الرعاة الغنم. تأكلون الشحم وتلبسون الصوف وتذبحون السمين ولا ترعون الغنم. المريض لم تقووه. والمجروح لم تعصبوه. والمكسور لم تجبروه. والمطرود لم تستردوه. والضال لم تطلبوه. بل بشدة وبعنف تسلطتم عليهم فتشتتت بلا راع وصارت مأكلاً لجميع وحوش الحقل وتشتتت.. ولم يكن من يسأل أو يفتش
(حز34: 2-6).