تجربة المسيح وكرازته في الناصرة والجليل
1) صوم المسيح (ع1 - 2):
1 أَمَّا يَسُوعُ فَرَجَعَ مِنَ الأُرْدُنِّ مُمْتَلِئًا مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَكَانَ يُقْتَادُ بِالرُّوحِ فِي الْبَرِّيَّةِ 2 أَرْبَعِينَ يَوْمًا يُجَرَّبُ مِنْ إِبْلِيسَ. وَلَمْ يَأْكُلْ شَيْئًا فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. وَلَمَّا تَمَّتْ جَاعَ أَخِيرًا.
ع1: بعد عماد المسيح وظهور الروح القدس حالًا عليه مثل حمامة، كان هذا إشارة لبدء خدمة المسيح، فيعلن هنا امتلاءه من الروح القدس وقيادته به، مع أن الروح القدس هو روحه منذ الأزل، ولكن هنا إعلان لنا ليعرفنا بالثالوث القدوس وأهمية قيادة الروح القدس لحياتنا.
ع2: صام المسيح أربعين يوما قبل بداية خدمته، ليعلن أهمية الهدف وهو الحياة الروحية التي يصاحبها التنازل عن الماديات.
وكان يُجرب طوال الأربعين يوما من إبليس، ولم يقدر إبليس عليه لأن زهده بالصوم وانفراده للصلاة في البرية يُبطل كل قوة لإبليس كما قال المسيح نفسه عن الشيطان "هذا الجنس لا يمكن أن يخرج بشئ إلا بالصلاة والصوم" (مر9: 29).
وقد صام المسيح أربعين يوما فقط، كما صام موسى وإيليا حتى لا يصنع شيئًا فوق طاقة البشر، وجاع ليؤكد ناسوته الحقيقي الذي شابهنا فيه. وبالتالي يمكننا أن نقتدى بصومه وصلواته مع الخلوة الهادئة فنغلب كل حروب إبليس.