رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نصيحة ودعوة «لاَ تتكِلُوا عَلَى الرُّؤَسَاءِ ... طُوبَى لِمَن إِلَـهُ يَعقُوبَ مُعِينهُ» ( مزمور 146: 3 - 5) ينصحنا كاتب مزمور 146 ألا نتَّكِل على الإنسان، سواء كان رئيسًا أم مرؤوسًا، غنيًا أم فقيرًا، ذا نفوذ وسُلطة أم شخصًا عاديًا. وهذه النصيحة لازمة لمقاومة الميل الطبيعي في قلوبنا للاتكال على المنظور. لكن الكاتب يتبع هذه النصيحة بدعوة للتأمل في بركات الاتكال على ”إله يعقوب“؛ إله الضعفاء، وإله كل نعمة. ويُشجعنا على هذا الاتكال الصحيح، فيرسم لنا صورة جميلة عن أوصاف وأعمال إلهنا العظيم: (1) فهو كُلِّي القدرة: «الصَّانِعِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرضَ، البَحرَ وَكُلَّ مَا فِيهَا» (ع6). نعم، لقد قال عنه أيوب: ««قَد عَلِمتُ أَنَّكَ تَستطِيعُ كُلَّ شَيءٍ، وَلاَ يَعسُرُ عَلَيكَ أَمرٌ» ( أي 42: 2 ). (2) وهو إله الأمانة: «الحَافِظِ الأَمَانَةَ إِلَى الأَبَدِ» (ع6). قال له إرميا: «كَثِيرَةٌ أَمَانَتُكَ» ( مرا 3: 23 ). وقال له يعقوب: «صَغِيرٌ أَنَا عَن جَمِيعِ أَلطَافِكَ وَجَمِيعِ الأَمَانَةِ الَّتِي صَنَعتَ إِلَى عَبدِكَ» ( تك 32: 10 ). (3) وهو العادل: «المُجرِي حُكمًا لِلمَظلُومِينَ» (ع7)، لأن «اَللهُ قَاضٍ عَادِلٌ» ( مز 7: 11 )، وأيضًا: «لأَنَّ الرَّبَّ عَادِلٌ وَيُحِبُّ الْعَدلَ» ( مز 11: 7 ). ولقد تبرهن عدل الله في سفر أستير إذ نجد هامان الرديء مصلوبًا، ومُردخاي التقي مُرفَّعًا. وفي أعمال 12 نجد بطرس الرسول يُنقَذ من السجن ويخرج منتصرًا فَرِحًا، بينما هيرودس الشرير المُتغطرس يأكله الدود ثم يموت. (4) إله الرعاية والعناية حتى في وسط الجوع: «المُعْطِي خُبزًا لِلجِيَاعِ» (ع7). ترنَّم داود قائلاً: «أَيضًا كُنتُ فَتىً وَقَد شِختُ، وَلَم أَرَ صِدِّيقًا تُخُلِّيَ عَنهُ، وَلاَ ذُرِّيَّةً لَهُ تَلتَمِسُ خُبزًا» ( مز 37: 25 ). (5) إله الخلاص العظيم: «الرَّبُّ يُطْلِقُ الأَسْرَى. الرَّبُّ يَفتَحُ أَعيُنَ العُمْيِ» (ع7، 8). إنه يُخلِّص من أسر وعبودية الشيطان، ويعطي بصيرة روحية للعمي روحيًا. (6) إله كل تعزية: «الرَّبُّ يُقَوِّمُ المُنحَنِينَ» (ع8). وهذا ما اختبره بولس الرسول في يومه، فقال عنه: «أَبُو الرَّأفَةِ وَإِلَهُ كُلِّ تَعزِيَةٍ»، وأيضًا «اللهَ الَّذِي يُعَزِّي الْمُتَّضِعِينَ عَزَّانَا» ( 2كو 1: 3 مز 11: 7 ). (7) وهو الإله البار: «الرَّبُّ يُحِبُّ الصِّدِّيقِينَ» (ع8)، نعم «المُستَقِيمُ يُبصِرُ وَجهَهُ» ( مز 34: 15 )، وأيضًا «عَينَا الرَّبِّ نَحوَ الصِّدِّيقِينَ، وَأُذُنَاهُ إِلَى صُرَاخِهِم» ( را 2: 12 ). (8) وهو الرحيم: «الرَّبُّ يَحفَظُ الغُرَبَاءَ. يَعْضُدُ اليَتِيمَ وَالأَرمَلَةَ» (ع9). لقد جاءت راعوث الموآبية إلى بيت لحم؛ جاءت غريبة ويتيمة وأرملة، لكنها تمتعت بالاحتماء تحت جناحي إله إسرائيل (را2: 12). إن كان هذا هو إلهنا الذي نحن له، فهل يليق أن نلتمس غيره؟! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
المحبة تقوى ودعوة علوية |
يونان النبي ودعوة الأمم |
إيليا ودعوة بين الصحراء والماء |
نشأة ودعوة القديس توما |
ودعوة قضائية ضد الرئيس مرسى |