الذي يجب الحق ، ويدافع باستمرار عن الحق …
ينبغي قبل أن يأخذ حق الله من الناس ، يأخذ حق الله أولاً وقبل كل شيء ، من نفسه هو.
الذي يجب الحق ، لا يجامل نفسه أبداً ، ولا يجامل أحداً من أحبائه ، على حساب الحق . لأنه يحب الحق من كل قلبه أكثر مما يحب أحداً من الناس ..
ومحب الحق ، له ميزان واحد فقط ، يزن به الكل . فلا يصف عن البعوضة لا أحد ، ولا يبلع الجمل لأخر .
لا يدين أحداً في شيء ، بينما يبرر غيره في نفس الشيء ، بسبب عواطفه تجاه هذا وتجاه ذاك .
ولا مانع عنده أن يدين نفسه في عمل من الأعمال ، ويرفض أن يبرر ذاته ، إذ يري أن تبرير الذات هو أمر لا يتفق مع الحق . ويضع أمامه قول الرب :
" مبرئ المذنب ، ومذنب البريء ، كلاهما مكرهة للرب " ( أم15:17) .
والذي يحب الحق لا يظلم أحداً ، ولا يقبل أن يقع ظلم على أحد ، حتى لو كان ممن يعادونه ..
إنه يحب الحق بعيداً عن الطائفية والتعصب ، لافرق عنده بين قريب وغريب . لا يتأرجح الحق عنده بعوامل تتصل بالدين أو الجنس أو القرابة …
الحق اسم من أسماء الله . فالذي يحب الحق ، يحب الله . والذي يبعد عن الحق ، يبعد عن الله …
والذي يسير فى طريق الحق ، يتحرر من الباطل ، ومن الزيف ، ومن الرياء ، ومن التملق والنفاق ، ومن التظاهر ، لأنها كلها أمور ضد الحق .
كلمة الحق لها قوتها ، وإن صدرت من فم طفل صغير ، لآن قوت الحق تنبع من ذاته وليس من الخارج .
وبعكس ذلك الباطل ، فليس له قوة فى ذاته ، مهما كانت قوة المدافع عنه .
الحق قد يبدو أولآ منهزماً ، ثم ينتصر أخيراً .
لابد للحق أن يحتمل ، ليعبر عن محبته الله .
الذي يقوده الحق ، يفرح بقيادته ، ويتغذى بالحق ويحيا .