رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يوسف وتنكر المحبة ولما نظر يوسف إخوته عَرَفهم، فتنكَّر لهم وتكلم معهم بجفاءٍ، وقال لهم: من أين جئتم؟ ( تك 42: 7 ) هذا الأسلوب التظاهري، هو واحد من أساليب الرب الذي يمتحن به الإنسان أو يستدرجه للاعتراف، هو محاولة لفحص الأمور والمواقف. وكثيرًا ما استخدم الرب هذا الأسلوب بشكل سؤال أو على شكل قرار. ففي حادثة السقوط، سأل الرب آدم: أين أنت؟ وهو سؤال من الرب الخالق الذي يعرف كل شيء وما جرى لآدم، لكن السؤال لم يكن لكي يفحص الرب مكان وجود آدم، بل هذا السؤال جعل آدم يفحص ويراجع حساباته ومواقفه وما حدث معه، ولماذا هو موجود في هذا المكان. فهذا السؤال كان سؤالاً تظاهريًا واستنكاريًا. يوسف أيضًا استخدم ذات الأسلوب التنكري ليمتحن إخوته، ويقودهم للاعتراف كطريق لا مفرّ منه لبركتهم. إنه أسلوب رائع لاستدراج النفس وفحص أعماقها. إنها طريقة إيقاظ النائم من نومه، وأسلوب ليهزّ الضمير عما سكت عنه. فعندما يبدو تنكُّر الرب لك أو بُعده عنك، فقصده أن تتبعه ولا تبقى في وضعك أو بُعدك. إن التنكُّر يحمل رسالة لك، أنك أنت الذي ابتعدت وتنكَّرت، وليس هو الذي تركك، وما عليك إلا أن تقوم وترجع لمكانك الصحيح ( لو 24: 33 ). إن إخوة يوسف لم يعرفوا حتى الآن خطورة ما يحملونه في قلوبهم، وما يجري من ضيق في أيامهم، وما فعلوه في ماضيهم. سألهم: «من أين جئتم؟» وفي طيات هذا السؤال أسئلة، وفي عُمق هذا السؤال قصد يوسف أن ينزل بفكرهم إلى أعماق نفوسهم. لماذا جئتم؟ لماذا سمح الرب بضيقكم؟ هل سألتم أنفسكم؟ لقد عرف يوسف إخوته، وعرف لماذا حدث معهم ما حدث، أما هم فلم يعرفوه، ولم يعرفوا لماذا حدثت هذه الأمور معهم. لهذا سألهم: من أين جئتم؟ وبهذا السؤال أراد يوسف تذكيرهم بمركزهم، وإنهم من عشيرة الإيمان وليسوا كالباقين من الناس الذين أتوا إلى مصر بسبب الجوع. فالكل يجوع، أما الأتقياء فلهم مواعيد من الرب حتى في أيام الجوع ( مز 37: 25 ، 26). أما عندما يشارك المؤمن أهل العالم في نصيبهم ومشاريعهم الزمنية، سيشاركهم أيضًا في ضيقهم الزمني، كما حدث مع لوط الذي شارك أهل سدوم في مشاريعهم ورجائهم، والنتيجة أنه شاركهم في خسارتهم، إذ خسر كل أملاكه هناك. . |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
يمثل يوسف السيد المسيح، عرف إخوته وتنكر لهم |
يوسف وجفاء المحبة |
يوسف وقيود المحبة ! |
يوسف وتصرف المحبة |
زي القطط بتاكل وتنكر |