رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الأرملة ودهنة الزيت "أيضاً كنت فتىً وقد شخت، ولم أرَ صديقاً تُخليَّ عنه، ولا ذرية له تلتمس خبزاً" ( مز 37: 25 ). المرأة دائماً هي الإناء الأضعف. وعندما تكون أرملة فهي صورة للضعف المركب. وفي الاحتياجات العادية نحن نصلي، ولكن عندما تشتد الأزمات فإننا نصرخ. وهذا ما فعلته الأرملة إذ صرخت إلى أليشع. إنها لم تُترك من زوجها فقط، لكنها تُركت بدين ثقيل. وليس هناك وسيلة تسد بها هذا الدين. لقد ذهبت في حزنها العميق إلى رجل الله ونبي النعمة، وأعلمته بالمشكلة. ونحن في صلواتنا إذ نأتي بثقة إلى عرش النعمة ونطرح المشكلة أمام الرب، فإننا نترك له حرية التصرف والكيفية التي يتدخل بها في الوقت المناسب. وإلى أن يستجيب بطريقته فإن سلام الله يحفظ القلب والفكر في المسيح يسوع ( في 4: 6 ،7). ولم يكن للأرملة أي استحقاق أو صلاحية وهي تعرض المشكلة سوى أن زوجها "كان يخاف الرب". وهل يمكن أن الله يتخلى عن أتقيائه؟ حاشا. يقول المرنم في المزمور: "أيضاً كنت فتىً وقد شخت، ولم أرَ صديقاً تُخليَّ عنه، ولا ذرية له تلتمس خبزاً" ( مز 37: 25 ). أحياناً قد يسمح الرب للأتقياء أن يصلوا إلى حالة فقر عميق واتضاع شديد، وأن يجتازوا في ظروف زمنية قاسية. وهذا ليس بالضرورة نوعاً من التأديب، لكنها معاملات خاصة من خلالها يختبر المؤمن كفاية الرب لتسديد الأعواز، وكفايته الشخصية رغم وجود الأعواز. ومما لا شك فيه أن هذا الدين لم يكن بسبب سلوك بلا ترتيب، بل بسبب أعواز حقيقية في الحياة. وكان لدى المرأة إيمان أن تغتنم لنفسها من نعمة الله التي صار أليشع خادماً لها. سأل أليشع: "ماذا أصنع لكِ"؟ لقد قصد أن يحوّل المرأة إلى فوق من حيث يأتي العون الحقيقي. وسألها أيضاً: "أخبريني، ماذا لكِ في البيت"؟ لقد أراد أن يعمّق فيها الشعور بالحاجة وقلة الموارد، وفي نفس الوقت أرادها ألا تحتقر القليل الذي عندها. قالت: "ليس لجاريتك شيء في البيت إلا دهنة زيت" (ع2). إن الرب يُسَّر أن يستخدم القليل الذي بين أيدينا مثلما استخدم حجراً أملس من كنف الرعاة وكان كافياً لقتل الفلسطيني العملاق. إن القليل الذي عندنا يتلامس مع الكثير الذي من السماء وبذلك تفيض البركات. . |
|