رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديس الأنبا أرسانيوس معلم أولاك الملوك وقد فسر أحد الشيوخ القدماء هذين الندائين فقال: سأل بعض الأخوة أحد الشيوخ القديسينفسر لنا الندائين اللذين سمعهما أنبا أرسانيوس). ما معني ما قيل له في النداء الأول.(فر واهرب من الناس وأنت تحيا). وما معني ما قيل له في النداء الثانياهرب، احفظ السكون، عش حياة التأمل في السكون لأن هذه هي الأمور الرئيسية التي تحفظ الانسان من الخطية؟). أجاب الشيخ: ان النداء (فر واهرب من الناس وأنت تحيا) معناه ان أردت أن تخلص من الموت الكامن في الخطية، وان تحيا الحياة الكاملة التي في الصلاح أترك ممتلكاتك وعائلتك ووطنك، وأرحل الي البرية (أي الصحاري والجبال الي الرجال القديسين واتبع معهم وصاياي وانت تحيا حياة النعمة. والمقصود من: (اهرب، الزم السكون، عش حياة التأمل في السكون). انك لما كنت في العالم وكنت مسوقاً بمشاغل الأمور التي في العالم جعلتك تخرج منه وأرسلتك للسكني مع الرهبان، حتي بعد فترة قصيرة من السكني في مجمع الرهبان يمكنك أن تسمو باتباع وصاياي بانطلاق، وللتأمل في السكون. والآن اذ قد تدربت التدريب الكافي في النداء الأول تستطيع أن تهرب من الدير (مجمع الاخوة) وتدخل الي الوحدة في قلايتك، تماماً كما انطلقت من العالم ودخلت الدير. أما معني (احفظ السكون وعش حياة التأمل في السكون) فهو: انك اذ قد دخلت الي الوحدة في قلايتك فلا تعط للزائرين فرصة المجئ اليك والتحدث معهم بلا ضرورة الا في الأمور التي تتعلق بسمو الروح، فاذا فعلت هذا فسوف تجني ثمار الجلوس في السكون والتامل، لأنه بالنظر وبالسمع وبالحديث مع الزائرين الذين يأتون اليك فقوة الأفكار التي تطيش فيها تنقلك بعيداً فتشتت تأملاتك وسكونك، ولكن لا تظن أن مجرد ترك الأخوة في الدير أو عدم قبول زائرين في قلايتك يكون كافياً ليجعل عقلك هادئاً أو يمكنك من التأمل في الله واصلاح ذاتك ما لم تحترس بالأكثر الا تشغل عقلك بهم بأية طريقة حينما يكونون بعيدين عنك.. فان الراهب عندما يتذكر أي انسان انما يتذكره مرتبطاً ببعض الميول أي بميول الاشتياق أو الغضب أو المجد الباطل، فان حدث أن العقل جال في أمور عادية فانه ما لم يقطعها عنه لا بد أن يتجه تفكيره بالضرورة الي الذكريات المتصلة ببعض هذه الأمور. وهكذا الحال مع المبتدئ في حياة التأمل في السكون اذا ما تذكر النساء فانه يسقط في شهوة الزنا. واذا ما تذكر الرجال يسقط في الغضب بالفكر. ويحاججهم ويؤنبهم ويدينهم أو يطلب منهم تكريماً له ثم يميل الي الحياة السلبية. وكذلك لما سألوا أنبا مقاريوس: ما هو الطريق السليم للمبتدئ في قلايته؟.. قاللا يتذكرن الراهب في قلايته انساناً فانه لا ينتفع شيئاً من اجهاد أفكاره في المناقشات مع الناس وعليه أن يعتني بضبط أفكاره في الخفاء من محاججتهم وهذا ما قصد بنداءأهرب، الزم السكون والتأمل الصامت). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القديس الأنبا إشعياء مع القديس أرسانيوس |
القديس الأنبا أرسانيوس وتلاميذه |
القديس الأنبا أرسانيوس وزياراته |
القديس الأنبا أرسانيوس وتقشفه |
القديس الأنبا أرسانيوس وطريقة تدريبه |