منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 18 - 05 - 2021, 10:53 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,467

نَحَمْيَا النبي

نَحَمْيَا النبي وخدمته







هناك جانبان للخدمة الحقيقية لله، التحدث اليه، والسير معه: يقدم لنا نحميا صورة حية للإنسان الذي يمزج حياته العملية بالروحية، فاضافة الى كونه وكما ذكرنا آنفا رجل صلاة يتكل على الله ويتحدث اليه باستمرار ويستشيره في كل خطوة، ليكلل طرقه بالنجاح، الا انه كقائد مسؤول عن انجاز عمل كلفه به الله، لم يكف ّ قط عن بذل غاية الجهد الذي كانت تقتضيه القيادة الرشيدة، فقد كان شجاعا في الرب، مقدما لنا مفهوما حيا لتكريس القلب واليدين معا، مظهرا قدرة فائقة على القيادة، فكان مستعدا روحيا لسماع دعوة الله، مستخدما تخطيطا دقيقا في العمل كفريق وفي حل المشاكل، والشجاعة لانجاز العمل. فالقائد الحي هو رجل صلاة وعمل، يقود من هم حوله ليحملوا ذات الروح. لم يُولد نحميا قائدًا، ولم يكن من نسل ملكي مثل زربابل، ولا كهنوتي مثل عزرا، ولا إداري مثل دانيال رئيس الوزراء، إنما حبه الشديد لشعبه وغيرته على المقدسات جعلت منه قائدًا. تعلّم القيادة خلال الرُكب المنحنية، والصمت، والدموع، والصراخ لله لا الناس. متوليا في نفس الوقت مهمة الاشراف على كل مشروع البناء، كما انه قام بنصيبه مع الاخرين في ترميم السور، فلم يكن بيروقراطياً في مكتب محاط بحراسة جيدة، ولم يتخذ من مركزه فرصة لاستغلال شعبه بل كان قائدا مشاركا في العمل كل يوم. فاذا كنت قائدا مقاما من الله فليس الهدف هو الحصول على الاعتراف بك، وشغل الموقع، أو ان تكون الرئيس، بل يستلزم ذلك تخطيطاً دقيقاً وعملاً شاقاً، وشجاعة ومثابرة. فأفضل القادة هم الذين يقودون من خلال ما يقومون بعمله، منفذين لما يلقونه من توجيهات لغيرهم، ومصغين لارشاد الله في حياتهم الشخصية. فقد تبدو القيادة شيئا باهرا، ولكنها كثيرا ما تعني الوحدة، والجحود، والوقوع تحت ضغوط شديدة للتهاون في القيم والمعايير. لقد استطاع نحميا أن ينجز عملا ضخما في وجه صعوبات لا تصدّق، لأنه تعلم أنه لا نجاح بدون إمكانية التعرض للفشل، ولا مكافأة بدون عمل شاق، ولا فلاح بدون نقد، ولا قيادة حقيقية بدون الاتكال على الله... وتقدم لنا قصة حياة نحميا العديد من المباديء للقيادة الناجحة، التي مازالت صالحة حتى اليوم :
(1) ضرورة وضوح الهدف ومواصلة تقييمه في ضوء مشيئة الله. فلم يكن هناك شيء يمنع نحميا عن ملازمة خط السير.
(2) الصراحة والامانة، فكل واحد كان يعرف ما يريده نحميا، إذ كان يقول الحق، حتى عندما كان الحق يزيد من الصعوبات في طريق الوصول إلى الهدف
(3) ان يكون القائد فوق مستوى الشبهات والملامة، فقد كانت الاتهامات ضد نحميا فارغة وكاذبة.
(4) ان يكون رجل الصلاة المستمرة، مستمدا القوة والحكمة من اتصاله بالله، فكل ما عمله نحميا كان يمجد الله.

- اهمية وضوح الرؤيا وممشاركتها مع الاخرين: كثيرا ما تبدأ النهضة الروحية برؤية من شخص واحد. ولقد كان لدى نحميا رؤيا اعطاها له الله عندما وضع في قلبه الرغبة في بناء الاسوار، وقد شارك نحميا فيها بحماسة مُلهماً قادة اورشليم لانجاز ذلك العمل. فهل اعطاك الله رؤية؟ وهل ثمة اسوار من اي نوع كانت، يلزم بناؤها اليوم؟ فما زال الله يريد ان يتّحد شعبه ويتدرب على انجاز عمله، واذ ندرك الحاجة الماسة في عالمنا، يستطيع الله ان يعطينا الرؤية والرغبة في البناء. ولكن كثيرا ما نبخس الناس قدرهم، ونتحداهم بأحلامنا من جهة عمل الله في العالم.. لذلك فلو ان الله غرس فكرة في عقلك لإنجاز عمل له، فانه مهم جدا ان تشارك فيها آخرين، وثق أن الروح القدس سيقنعهم بأفكار مماثلة. لا تعتبر نفسك الوحيد الذي يعمل الله من خلاله، فكثيرا ما يستخدم الله شخصا واحدا لعرض الرؤية، ويقوم الآخرون بتحويلها إلى واقع. فعندما تشجع آخرين وتلهمهم، فإنك تدفع فريقا للعمل لإنجاز مقاصد الله.

- التوبة والنهضة: مع ان الله أعان نحميا وشعبه في بناء السور، إلاّ أن العمل لم يكمل الا بعد ان أعاد الشعب بناء حياتهم روحياً، لقد علّم عزرا الشعب كلمة الله، وعندما أصغوا إليها، أدركوا الخطية في حياتهم، واعترفوا بها، واتخذوا الخطوات اللازمة للتخلص منها.. فلا يكفي ادراك الخطية والاعتراف بها، بل يجب أن تؤدي إلى الاصلاح، وإلا تصبح مجرد تعبير عن الحماسة. والله لايريد عملاً من قلوب فاترة، فليس الواجب هو إزالة الخطية من حياتنا فحسب، بل ان نطلب من الله أن يكون هو مركز كل ما نعمل.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
نَحَمْيَا النبي
نَحَمْيَا النبي Nehemiah
نَحَمْيَا النبي وخطة عمل
نَحَمْيَا النبي والملك
اعتراف نَحَمْيَا النبي


الساعة الآن 11:16 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024