نَحَمْيَا النبي
اعتراف
لِتَكُنْ أُذْنُكَ مُصْغِيَةً وَعَيْنَاكَ مَفْتُوحَتَيْنِ،
لِتَسْمَعَ صَلاَةَ عَبْدِكَ،
الَّذِي يُصَلِّي إِلَيْكَ الآنَ نَهَارًا وَلَيْلًا،
لأَجْلِ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَبِيدِكَ،
وَيَعْتَرِفُ بِخَطَايَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الَّتِي أَخْطَأْنَا بِهَا إِلَيْكَ.
فَإِنِّي أَنَا وَبَيْتُ أَبِي قَدْ أَخْطَأْنَا. [6]
لم يستبعد نحميا نفسه ولا أعضاء أسرته من الاعتراف بخطاياهم. يحسب نحميا خطايا الشعب خطاياه [6-7] ، وحاجتها للعون الإلهي حاجته هو [11].
"الَّذِي يُصَلِّي إِلَيْكَ الآنَ نَهَارًا وَلَيْلًا": تكمُن الخطية في نِسيان الله، ويرتبط الرجاء بتذكّر رحمة الله ومواعيده.
شعورنا بمهابة الله ومخافته يدفعنا نحو الاعتراف بخطايانا. عندما رأى إشعياء مجد الرب في الهيكل، وامتلأ البيت دخانًا، يقول: "فقلت ويل لي إني هلكت، لأني إنسان نجس الشفتين، وأنا ساكن بين شعب نجس الشفتين، لأن عيني قد رأتا الملك رب الجنود" (إش 6: 5).
وعندما أدرك سمعان بطرس سلطان الرب يسوع على البحر والسمك، "خّر عند ركبتي يسوع، قائلًا: اخرج من سفينتي يا رب لأني رجل خاطئ" (لو 5: 8).
* لنتوسل إلى مخلص نفوسنا لكي ما يحطم رباطاتنا، وينزع عنا سجننا القاسي هذا، ويهبنا التحرر من ثقل تلك القيود الحديدية، ويجعل أرواحنا خفيفة أكثر من أي جناح. إذ نتوسل إليه علينا أن نساهم من جانبنا بغيرةٍ متقدةٍ ساميةٍ لها اعتبارها، فإننا بهذا يمكننا في وقتٍ قصيرٍ أن نتحرر من الشرور التي تضغط علينا، وندرك حالنا الذي كنا عليه سابقًا، ونتمسك بالحرية التي صارت لنا، والتي ننالها كهبة من الله بنعمة ربنا يسوع المسيح ومحبته للبشر، الذي له المجد والسلطان إلى الأبد. آمين [17].
القديس يوحنا الذهبي الفم
لَقَدْ أَفْسَدْنَا أَمَامَكَ،
وَلَمْ نَحْفَظِ الْوَصَايَا وَالْفَرَائِضَ وَالأَحْكَامَ،
الَّتِي أَمَرْتَ بِهَا مُوسَى عَبْدَكَ. [7]
اعتراف نحميا بخطاياه وخطايا شعبه. فيطلب من الله أن يسمع وينظر، ويعطي توبة وتطهيرًا.
نحتاج إلى الاعتراف بخطايانا، فنمجد الله غافر الخطايا.
* اعترف يا إنسان بخطاياك لتنال المغفرة، "اظهر آثامك فتتبرر" (إش 43: 26 LXX).
لماذا تخجلون من الاعتراف بها وأنتم قد وُلدتم فيها؟ (مز 51: 7). من ينكر ذنبه ولا يعترف به ففي الحقيقة ينكر مولده...
ليعترف الخاطي وغير المقدَّس، ولا يرتفع البار ولا يتشامخ، لئلاَّ يفقد مكافأة برِّه بالكبرياء (أي 10: 15) [18].
القديس أمبروسيوس