رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
زَكَرِيَّا بن برخيا بن عِدُّو
← اللغة الإنجليزية: Zechariah - اللغة العبرية: זְכַרְיָה - اللغة اليونانية: Ζαχαριας - اللغة القبطية: Zaxariac. حديثنا عن زكريا النبي المُسمّى ”زكريا بن عدو“. وهو صاحب سفر زكريا، السفر الحادي عشر بين أسفار الأنبياء الصغار. وقد كان معاصرًا لحجَّي النبي، وقد أرسلهما الله معًا لتوصيل رسالته إلى البقية التي عادت من السبي إلى بابل. وتوجد بعض التواريخ الهامة اللازم معرفتها لمن يريد أن يدرس أحداث هذه الفترة:
زكريا تعني ”الرب يذكر“. وفي معنى اسمه باعث قوي لشعبه على الاستمرار في العمل؛ إذ أن عين الرب عليهم، وهو يلاحظهم، ولا يمكن أن ينساهم، حتى لو بدت كل الظروف صعبة ومؤلمة. وقد كان زكريا - على أغلب الظن - صغير السن، مجرد غلام (2: 4)؛ لكن الله استخدمه في رسالة عظيمة يمكن أن نسميها: ”كلام طيب وكلام تعزية“. رسالة زكريا لما بدأ زكريا رسالته، كان مشروع بناء الهيكل في تقدُّم مستمر. لكن بسبب ضخامة المسؤولية، وقِلّة الموارد، وضعف الامكانيات؛ بدأت أعراض الإعياء تظهر عليهم. ويبدو أن زكريا أحسّ بالحالة، وخاف عليهم من الخوران والتوقف، فجاء لهم بكلمات مناسبة من عند الرب، دفعهم بها للاستمرار. وبالفعل استمر الشعب، واكتمل بناء الهيكل بعد أربع سنوات. وقد احتوت رسالة زكريا على رؤى وإعلانات عديدة؛ فالأصحاحات 1 حتى 6 تحتوي على ثمانِ رؤى، والأصحاحات 9 حتى 14 تحتوي على مجموعة نبوات، أما أصحاحي 7 و8 فبهما إجابات لأسئلة كانت لدى الشعب. في رؤى زكريا المتتالية، نرى رسالة واضحة من الله لهم، تتلخص في أنه هو وحده صاحب السلطان على كل أمم الأرض. كانوا محاطين بشعوب أكثر وأقوى، كانوا يشعرون بالضعف والمحدودية، كانوا يخافون من أعدائهم. وأراد الرب أن تتحول عيونهم مما حولهم، وممن يحيطون بهم، إليه هو وحده: سيد الأرض كلها، والممسك بزمام كل شيء. والرؤيا الخامسة المدوَّنة في الأصحاح الرابع، لنا فيها دروس روحية هامة:
زكريا والمسيح في القسم الثاني من السفر يحدِّثنا زكريا عن المسيح، وربما يكون هو النبي التالي لإشعياء في عدد النبوات عن المسيح. وقد تنبأ عن المجيئين الأول والثاني. عن مجيئه الأول تحدّث عن دخوله إلى أورشليم متضعًا (9: 9)، وعن الثمن الذي ثمّنوه به وهو ثلاثين من الفضة (11: 12،13)، وعن ضرب الراعي بسيف الدينونة الرهيب (13: 7). وعن مجيئه الثاني يذكر بوضوح ظهوره بقوة فائقة ومجد عظيم، حتى أنه عندما تمسّ قدماه جبل الزيتون سينشقّ إلى اثنين (14: 3،4). وفي ظهوره سيُعرف من شعبه الذي سبق ورفضه، فينظرون إليه كمن طعنوه، ويتوبون عن جرمهم الذي اقترفوه (12: 10). هذه رسالة هذا الرجل العظيم، الذي عاش في أيام صعبة، وعاصر ظروفًا قاسية، لكنه خدم بأمانة، وأعلن رسالة الله بوضوح، ولمّع الرجاء قدام شعبه، مستحضرًا شخص المسيح أمامهم. فلنتشجَّع نحن أيضًا عالمين أنه «لا بالقدرة ولا بالقوة، بل بروحي قال رب الجنود». |
|