رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يوسف وجفاء المحبة ولما نظر يوسف إخوته عرفهم، فتنكَّر لهم وتكلم معهم بجفاءٍ ( تك 42: 7 ) لقد وصل إخوة يوسف إلى مصر قاطعين الرحلة الشاقة، تحت ضغط الخوف من الجوع والموت، دون أن يسألوا أو يفتشوا لماذا حدث جوع وحرمان في أرض كنعان. وجاءوا إلى مصر كغيرهم ليشتروا بين الذين أتوا. لقد ظن إخوة يوسف أن حادثة الجوع، حادثة حلَّت على الجميع، وأن فكّها سيكون عن طريق النزول إلى مصر، ولم يعرفوا أن وراء الأحداث السيد الرب الذي يسمح بالضيق والجوع، لا لكي نستخدم ذكاءنا وخبراتنا لإيجاد الحلول السريعة لفك الأزمات، إنما يُدخلنا للأزمة لنفتش ونسأل الرب عن سبب ذلك، كما فعل داود في حادثة الجوع التي تمت في أيامه ( 2صم 21: 1 ). فداود لم يطلب الخلاص من الجوع، وإنما سأل عن السبب الذي سمح به الرب لهذا الجوع، وهذه الضيقة. أما إخوة يوسف فلم يسألوا عن سبب تلك المجاعة، بل رأوها كحادثة عادية من أسباب طبيعية. لقد رأى إخوة يوسف في طريقهم جماعات كثيرة، حاملة حنطة ومؤونة من مصر، من ذلك الموزع الذي كان على استعداد أن يعطي ويخلِّص. وربما سمعوا أخبارًا عن المتسلط والبائع بأنه شخص يتصف بالإحسان والخير والمعونة للآخرين، فظنوا أن الحل بسيط، وفك أزمتهم سيكون سهلاً. ولكنهم صُدموا واستغربوا عندما وصلوا للبائع ”يوسف“ الذي لم يعرفوه، فإذ به يتعامل معهم بجفاء، بخشونة وبأسئلة، مما زاد من شعورهم أن المسألة ليست سهلة كما كانوا يظنون، وإن كانت سهلة مع الآخرين. لقد قصد يوسف من ذلك استدراجهم وإشعارهم بحقيقة ما قد فعلوه، كذلك ليُعينهم على التوبة والرجوع الصحيح. وكثيرًا ما استخدم الرب هذا الأسلوب الجاف أو الذي يبدو خشنًا، مثلما استعمله مرة مع المرأة الفينيقية الكنعانية لكي يستحضرها إلى ملء البركة. وكمؤمنين أحباء، كثيرًا ما يُجيزنا الرب في اختبارات ومُعاملات جافة، فيسمح بغلق باب في وجهنا، أو لا يجيب طلبتنا، أو يسمع طلبتنا ويمكث في الموضع يومين (يو11)، كقول صاحب المزمور: «يا رب لماذا تقف بعيدًا؟ لماذا تختفي في أزمنة الضيق؟» ( مز 10: 1 ). لكن هذه المعاملات التي تبدو جارحة أو جافة أو خشنة، هي نابعة من قلب مُحب، بل من طبيب ماهر، قاصد أكمل علاج. وهذا ما عمله يوسف مع إخوته. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
يوسف و المحبة الكاملة |
يوسف وتصرف المحبة ( تك 42: 7 ، 8) |
يوسف وتنكر المحبة |
يوسف وقيود المحبة ! |
يوسف وتصرف المحبة |