رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يعقوب عند موتهِ «بِالإِيمَانِ يَعْقُوبُ عِندَ مَوْتِهِ بَارَكَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنِ ابْنيْ يُوسُفَ» ( عبرانيين 11: 21 ) يلفت الروح القدس انتباهنا في عبرانيين 11: 21 إلى ما فعله يعقوب في تكوين 48. فمن خلال كل هذا الأصحاح نرى كيف أن الله ملأ كل أفكار يعقوب، وأن مواعيده كانت تسكن قلبه. وكان يعقوب على وشك أن يموت وأراد أن يُبارك ابني يوسف. كان ليوسف رغباته وتطلُّعاته بهذا الشأن؛ أن ينال منـسى البِكر البركة. وبالتالي وضع منـسى عن يمين يعقوب، وأفرايم عن يساره حتى تستقر يد يعقوب اليمنى على رأس منـسى، وشماله على أفرايم. لكن بالرغم من أن نظر يعقوب الطبيعي كان قد ضعف وخَبا، إلا أن بصيرته الروحية كانت حادة. وعن عمد بدَّل يعقوب يديه «وَضَعَ يَدَيْهِ بِفِطْنَةٍ» ( تك 48: 14 )، أو كما تُقرأ في العِبرية: ”جعل يداه تفهم“. لاحظ أنه مكتوب صراحةً أن ”إسرائيل“ هو الذي فعل هذا ( تك 48: 14 ): فكان الإنسان الجديد هو مَن يتصـرف، وليس الإنسان العتيق ”يعقوب“ «بِالإِيمَانِ ... بَارَكَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنِ ابْنَيْ يُوسُفَ». حقًا لم يكن هذا يتفق مع العيان ولا المنطق. كان مِن المُستبعَد أن هذين الأميرين المصـريين الشابـين - لأنهما كانا هكذا بالفعل - يتركا مصـر أرض ميلادهما، ويهاجرا إلى كنعان! وكم كان مُستبعدًا أيضًا أن يصير كل منهما سبطًا منفصلاً. وكم هو من غير المُحتمل أن الأصغر يكون أعظم من الكبير مِن حيث الأهمية والعدد، ويصير «جُمْهُورًا مِنَ الأُمَمِ» ( تك 48: 19 ). كم كان مستحيلاً ليعقوب أن يتنبأ - بأي من الاستنتاجات البـشرية - أنه بعد قرون عديدة، سيكون أفرايم مُمثلاً لمملكة ”إسرائيل“ المُتميزة عن ”يهوذا“. لكنه قد سمع الله، وارتكن إلى كلمته، وآمن بحتمية تحقيق مواعيده. يا له من استعراض عظيم للإيمان! ربما ضعفت العيون الطبيعية أما رؤية الإيمان فكانت ثاقبة. وفي ضعف جسده، تكمَّلت قوة إيمانه. بعد أن بارك يعقوب ابني يوسف، التفت إلى أبيهم وقال: «هَا أَنَا أَمُوتُ، وَلَكِنَّ اللهَ سَيَكُونُ مَعَكُمْ وَيَرُدُّكُمْ إِلَى أَرْضِ آبَائِكُمْ» ( تك 48: 21 ). كم كان هذا مُستبعدًا تمامًا! كان يوسف الآن مُستقرًا ومُتأسسًا كُليةً في مصر، لكن لم يَعُد يعقوب سائرًا بالعيان. وكانت ثقته شديدة، وتمسَّك بقوة بإيمان راسخ بوعود الله بأن نسله لا بد أن يدخل كنعان، وتحدَّث بقلب ملؤه اليقين. |
|