لقد أطلق على السيد لقب ابن الله الوحيد، لتميزه عن باقي أبناء الله الذين دعوا أبناء بالمحبة، بالإيمان، بالتبني، أما هو فإنه الابن الوحيد الذي من نفس طبيعة الله وجوهره ولاهوته. وقد دعى ابنًا في المواضع الآتية: 1- " الله لم يره أحد قط. الابن الوحيد الكائن في حضن الآب هو خبر" (يو1: 18) أي أنه أعطى خبرًا عن الله، أي عرفنا الله عن طريق ابنه المنظور لنا بتجسده، بينما الآب غير منظور في لاهوته. وهكذا قال في موضع آخر لتلميذه فيلبس "الذي رآني فقد رأى الآب. فكيف تقول أنت أرنا الآب؟!" (يو14: 9).
2- ورد تعبير الابن الوحيد في قوله أيضًا " هكذا أحب الله العالم، حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية" (يو3: 16).
3- "الذي يؤمن به لا يدان. والذي لا يؤمن قد دين، لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد" (يو3: 18).
وكون الإيمان بهذا الابن الوحيد يؤهل للحياة الأبدية، ويمنع الدينونة، فهذا دليل على لاهوته، إن سلك الإنسان حسبما يليق بهذا الإيمان.
4- كذلك قال القديس يوحنا في رسالته الأولى "بهذا أظهرت محبة الله فينا، أن الله قد أرسل ابنه الوحيد إلى العالم لكي نحيا به" (1يو4: 9). ولا يمكن أن نحيا به إلا إن كان هو الله، لأن الله هو مصدر الحياة.
5- وقال في الإصحاح الأول من إنجيله " والكلمة صار جسدًا وحل بيننا، ورأينا مجده كما لوحيد من الآب مملوءًا نعمة وحقًا" (يو1: 14). وهنا يتحدث عن المجد اللائق به كابن الله الوحيد.هذه خمسة شواهد من الكتاب تتحدث عن السيد المسيح باعتباره الابن الوحيد للآب، تمييزًا له عن باقي البشر. أما دليل بنوته على لاهوته فيكفى في هذه الآيات أنه سبب الحياة، وبه تكون الحياة الأبدية. والإيمان به ينجى من الهلاك ومن الدينونة، بينما عدم الإيمان به سبب الدينونة. وأن له المجد اللائق بابن الله الوحيد.