![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هل يجوز الصوم الانقطاعي في عيد الصليب؟ ![]() يقول هل يجوز الصوم الانقطاعي في يوم عيد الصليب في العاشر من برمهات؟ وهل يجوز أن تقام القداسات كمعتاد في أيام الصوم الكبير- من الساعة الواحدة إلي الثالثة؟ الجواب إن لعيد الصليب المجيد مكانة عظيمة في كنيستنا. ويعد في مرتبة الأعياد السيدية , فالواجب أن يحتفل به كما يليق بالأعياد السيدية الكبري, لأنه بصلب المسيح حصلنا علي الخلاص. ولسنا وحدنا الذين نحتفل بعيد الصليب المجيد, وإنما تحتفل به معنا جميع الكنائس الأخري في الشرق والغرب. وللصليب, في الشرق والغرب, عيدان: الأول عيد اكتشاف الصليب علي يد الملكة القديسة هيلانة أم الملك قسطنطين وذلك في سنة 326لميلاد المسيح(43 للشهداء). والثاني عيدرفع الصليب وذلك في سنة 629 للميلاد, عندما استرد الملك هرقل الصليب بعد انتصاره علي ملك الفرس, ودخل به في احتفال عظيم ورده إلي موضعه الأول في كنيسة القيامة. وفي كنيستنا القبطية نحتفل بعيد اكتشاف الصليب, في السابع عشر من(شهر توت) ويقابل عادة السابع والعشرين من سبتمبر-أيلول. ونظرا لأهمية هذا العيد, وفضل المسيح له المجد في تحقيق الخلاص والفداء لجنس البشر بصليبه, أمرت الكنيسة أن يحتفل بهذا العيد الجليل لمدة ثلاثة أيام, السابع عشر, والثامن عشر, والتاسع عشر, من شهر توت, علي أن تقام الصلوات والقداسات في الأيام الثلاثة بالأنغام البهيجة التي يصلي بها في الأعياد السيدية. وإذا وقع عيد الصليب في يوم أربعاء أو جمعة فلا يصام صوما انقطاعيا, ذلك لأن عيد الصليب يعد من بين أعيادنا السيدية الكبري. أما عيد الصليب في العاشر من برمهات فيقع عادة في الصوم الكبير. ولما كان للصوم الكبير مكانته, ومدته ثمانية أسابيع. والصوم الكبير صوم تعبدي متصل, فلا يليق بالعابدين أن يفطروا فيه, فيكسروا وحدته المتصلة في أحد الأيام. فقد أمرت الكنيسة المقدسة أن يعامل عيد الصليب في العاشر من برمهات, معاملة يومي الأحد والسبت في الصوم الكبير, بل ومعاملة عيد البشارة وهو من أعيادنا السيدية الكبري أيضا ويقع عادة في التاسع والعشرين من برمهات ( ويتفق دائما وقوعه في الصوم الكبير, وأحيانا يقع في أسبوع الآلام, بل وقد يقع في بعض السنوات, في يوم الجمعة العظيمة). لذلك يتوجب بالنسبة لعيد الصليب الذي يقع في العاشر من برمهات, أي في الصوم الكبير, أن يعامل معاملة عيد البشارة الذي يقع في التاسع والعشرين من شهر برمهات أيضا. ولما كانت الكنيسة بسلطانها الممنوح لها من الله جعلت الاحتفال بعيد اكتشاف الصليب في السابع عشر من توت لمدة ثلاثة أيام, احتفالا مناسبا بالأنغام بالبهجة, كما هو الحال بالنسبة للأعياد السيدية الكبري, فلا نفطر في العاشر من برمهات تقديسا للصوم الكبير, ولكن يعامل معاملة الأحد والسبت في الصوم الكبير, فيقام فيه القداس باكرا كما هو الحال في يوم الأحد, ويمكن أن يتناول الصائم الطعام مباشرة بعد القداس, طعاما نباتيا, ولا تؤخر إقامة القداس إلي ما بعد الظهر, إظهارا لكرامة هذا اليوم, واحتفالا بمعانيه الروحية الخلاصية. وفي عيد الصليب نتذكر المصلوب عنا فادينا الرب يسوع المسيح, ورغم أن السيد المسيح قام من بين الأموات, مع ذلك ظل الصليب رمز المسيح ورمز المسيحية كلها. وظل المسيح يرسم أمامنا مصلوبا…ويقول الكتاب المقدسأنتم الذين قد رسم أمام عيونكم يسوع المسيح مصلوبا(غلاطية3:1) فمنذ صلب المسيح, وتمم بالصليب خلاصنا من عبودية الشيطان, وأسر الجحيم, وانفتح بالصليب طريق الحياة والخلود, وباب الفردوس (لوقا 23:43). صار الصليب للمسيحية رمزا وفخارا, وعلما وشعارا, وصار يرسم أمامنا في صدر الكنيسة وأعلي حجاب الهيكل, وفوق المنارات والقباب, وعلي الأبواب…بل صرنا نحمله علي صدورنا وفوق رؤوسنا, ونرسمه علي وجوهنا, ونرفعه عاليا علي بيوتنا, وسلاحا روحانيا نشهره ضد الشيطان. لماذا ظل الصليب علي الرغم من القيامة, رمز المسيح…وشعار المسيحي… وعلم المسيحية؟لماذا…؟لأنه علي الصليب قام بناء المسيحية الشامخ…منذ سقط آدم الإنسان الأول وطرد من الفردوس وحكم الله الآب عليه بالموت عدلا, وبالتالي علي كل ذرية آدم الذين ولدوا منه بعد سقوطه, فشملهم الموت وشملهم الفساد…منذ سقط آدم, وعد الله البشرية بالمخلص والفادي (التكوين3:15), الذي ليس بأحد غيره الخلاص لأن ما من اسم آخر تحت السماء قد أعطي للناس به ينبغي أن نخلص(أعمال4:12). ولما لم يكن وقت مجيئه قد حان, فقد شرع آدم بتوجيه من الله أن يترضي وجه الله ذبيحة من الحيوان يضع يده علي رأسها معترفا بخطاياه, ثم يسفك دمها علامة علي العداوة القائمة بين الله والناس, وإشارة إلي الفادي الذي لم يأت زمانه بعد وعنه قال أحد الأنبياء في القديمأراه ولكن ليس الآن, أبصره ولكن ليس قريبا(سفر العدد 24:17). وهنا التساؤل الكبير…لماذا قدم الناس جميعا ابتداء من آدم, ذبيحة طلبا للفداء والخلاص…؟ نعم جميع بني آدم قدموا الذبيحة بغير استثناء…حتي الذين سردوا من حظيرة الله الواحد الأحد, وأقاموا لأنفسهم أصناما وأوثانا عبدوها وشجدوا لها…حتي هؤلاء كانت الذبيحة ضرورية في عباداتهم… ولم تخل أمة ولا ديانة في كل الأرض, من فكرة الذبيحة والفداء…لماذا؟لولا أن هذه الذبيحة هي الفداء الذي أعلنه الله لآدم, وصار البشر جميعا يطلبونه ابتغاء للخلاص, والعود إلي الفردوس…فلما جاء الفادي الحقيقي, الذي لم تكن ذبيحة الحيوان إلا رمزا إليه وإشارة, قام هو وحده بالفداء, الذي لم يكن أحد غيره من بني آدم قادرا علي أن يقوم به. وسفك دمه علي الصليب, لا لخطيئة صنعها هو. وإنما تكفيرا عن خطيئة آدم وذريته صار هو بدلا منا في وضع الخاطئ. وبذلك كان كلما أشار إليه يوحنا المعمدانهوذا حمل الله الذي يرفع خطيئة العالم) (يوحنا1:29). لهذا كله لا نقبل بالصليب بديلا…سيظل الصليب علامة المسيح, وقد دعي اسمه يسوع المسيح لأنه خلص ويخلص شعبه من خطاياهم(متي1:21) ولسوف يظهر أمامه عند مجيئه الثاني للقضاء والحكم ولكي يدين الأحياء والأموات, صليب من نور, يتقدمه كعلم وعلامة له في السماء(متي24:30). وسيظل الصليب دائما وأبدا علامة للمسيحي والمسيحية. وإذا كانت المسيحية مملكة أسسها المسيح علي الأرض, ولكل مملكة علم, فمملكة المسيح لها علم هو الصليب…والصليب يرمز للألم, لكنه الألم الذي يتبدل إلي خلاص, والألم الذي تعقبه القيامة. ونحن كمسيحيين لابد لنا أن نحمل صليبنا(مرقس8:34), ونسير مع المسيح في درب الصليب, ولا نستحي منه ولا نخجل, لا نرد الشر بالشر, أو الشتيمة بالشتيمة, بل بالعكس مباركين فنرث البركة عالمين أننا لهذا الأمر دعينا(1.بطرس3:9)فإن آلامنا في هذا الزمان الحاضر لا تستحق أن تقارن بالمجد العتيد أن يتجلي فينا(رومية8:18) فمن ذا الذي يضركم إذا كنتم غياري علي الخير؟ولكن لو تألمتم في سبيل الحق فهنيئا لكم(1.بطرس3:13, 14). |
![]() |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ماذا قالوا الآباء في عيد الشهداء |
الصليب = منتهى الحب |
مسابقة الصوم الكبير لنيافة الأنبا موسي أسقف الشباب |
درس الكتاب المقدس: بمناسبة عيد الغطاس |