التعامل مع الجنس الآخر فن هام وضروري للحياة، ويجب أن نبدأ في اكتسابه تدريجياً منذ بداية مرحلة المراهقة.. ونضع هنا أمامك بعض الإرشادات الهامة التي تعينك في التعامل مع الجنس الآخر:
1- تعامل جماعي: المحبة والاحترام للجميع بدون تخصيص، فالتخصيص يكون في علاقات الزواج فقط، أما تكوين الثنائيات بعيداً عن الزواج هو لعب بالنار وإهدار لسمعة الطرفين. فلانفراد والانعزال يجعلان الفرد لا يستفيد بميزة الوجود في جماعة!
2- يجب أن تكون هناك العلاقة هادفة وليست عابِثة أو لمجرد الاستلطاف فقط، وكذلك ينبغي أن يكون للتعامل مجال محدد (في الدراسة – في العمل – في الكنيسة – في الخدمة)..
وهنا يمكن القول بكل حق أن المجتمع المختلط ينبغي أن يكون مجتمع عمل وليس مجتمع صداقات.. هذه حقيقة اجتماعية وتربوية هامة.
3- تعامل وقور: ينبغي أن يقوم التعامل بين الجنسين على الاحترام المتبادَل لشخص "الآخر"، وهذا يلزم الشبان والفتيات بالسلوك بوقار خاص. فلا يكون الشاب كثير الهزل والتهريج، ولا تحاول الفتاة أن تلفت النظر بملابسها وبأسلوب حديثها..
3- أن يكون التعامل في النور وليس في الخفاء، حتى لا نعطي للشيطان فرصة للعمل.
4- ينبغي أن يراعي الشاب أن يتعامل برقة وأدب مع الفتاة، ويحترمها ويقدرها ولا يجرحها بكلمة جارحة، ويضبط دائماً عينيه في التعامل معها، حتى لا تتحرك غرائزه في اتجاه خاطئ.
5- ينبغي أن تراعي الشابة أن تتعامَل مع الشاب بجدية وبكل احترام، وتراعي الحشمة في الملبس والحركات وطريقة الكلام معه حتى لا تعثره، وأن تكون متعقلة وتفكر جيداً قبل الكلام والتصرف.
6- تعامل في حدود: إن أسلوب التعامل بين شخصين من نفس الجنس، يختلف -بكل تأكيد- عن تعامل الشاب والفتاة.. فالشاب يمكن أن يلتقي مع صديقه في أي وقت يشاء، ويبقى معه مدة غير محدودة بقيود، ويستطيع أن يقابله في أي مكان، وأن يتبادلا الزيارات في المنزل بلا شرود، وأن يتحدث معه في كافة الموضوعات بلا حرج، ويأخذ مشورته في أمور خاصة، ويمزج حديثه بعض الفكاهة والدعابة إذا شاء..
أما بين الشاب والفتاة فالوضع يختلف، ذلك لأن الاختلاف الجنسي بينهما يجعل هناك بعض التحفظات الأخلاقية والروحية، التي تستلزم أن يكون للتعامل بينهما الطابع العائلي الوقور..
7- تعامل يراعي التقاليد الاجتماعية: فينبغي أن يجري في حدود تناسب التقاليد الاجتماعية التي اعتدنا عليها ونشأنا فيها، بشرط ألا ينحرف تطبيق هذه التقاليد نحو التزمت والإنغلاق، ولا ينحرف نحو الإباحية والانفلات.
8- تعامل عقلاني لا عاطفي: عندما تتحول مرحلة الإعجاب العام بمرحلة "الحب الخاص"، نجد العاطفة المتدفقة التي تستولي على العقل وتطغى عليه.. فالعاطفة إذا تغلبت على العقل، تصبح عمياء لا ترى سوى الشكل الخارجي..
9- تعامل مسيحي: المسيحي هو مَنْ يخضع للروح القدس السّاكِن فيه (1 كو 6: 19-20)، والروح يجدد طبيعة ذلك الإنسان، ويثمر فيه ثمار القداسة والنقاء (غل 5: 22)، ولذلك يكتسب المسيحي رؤية نقية للمادة والجسد والناس عموماً "كُلُّ شَيْءٍ طَاهِرٌ لِلطَّاهِرِينَ" (رسالة بولس الرسول إلى تيطس 1: 15)، ويكون له فكر مُستنير مُنفَتِح غير متزمت.