رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مكانة إبراهيم لقد شغل إبراهيم مكانة رفيعة وفريدة في كل العالم منذ نحو أربعة آلاف سنة. فعند اليهود هو أبو أمة إسرائيل، كما يعتبره العالم الإسلامي ثاني الأنبياء ويذكر في القرآن 188 مـــرة، كما يعتبر عند المسيحيين من أعظم رجال الإيمان في كل العصور. وكثيراً ما يطلق على الإسرائيليين " نسل إبراهيم "، وفي كل عصور العهد القديم تأكدت حقيقة أن إبراهيم كان الأب الذي منه جاء الشعب المختار ( إش 51 : 2، حز 33 : 24 ) وما أعظم أهمية تلك الحقيقة أن الله اختار إبراهيم ( نح 9 : 7 ) وفداه ( إش 29 : 22 ) وباركه بركة خاصــة ( ميخا 7 : 22 ). والإعلان السماوي الذي أعطاه الله لإبراهيم بالغ الأهمية في تاريخ إسرائيل. فقد أعلن الله نفسه لموسى ولشعب إسرائيل في مصر بأنه " إله إبراهيم " ( خر 2 : 24 - 6 : 8 ). وعليه فبعد خروج إسرائيل من مصر طلب موسى الرحمة على أساس عهد الله لإبراهيـم ( 32 : 13 ). وفي كل سفر التثنية يذكر موسى الشعب بأن الله أحب أباءهم وقطع عهداً معهم وطلب منهم أن يطيعوا حتى يتمم الله لهم العهد الذي أعطاه لإبراهيم ( تث 1 : 8، 6 : 10، 9 : 9 و 27 و 28، 29 : 13، 30 : 20 ). كما أن كنعان التي كانوا على وشك أن يمتلكوها، هي الأرض التي وعد الله بها إبراهيم ( 34 : 4 ). كما ناشد داود إله إبراهيم في صلاته من اجل سليمان ( 1 أخ 29 : 18 )، وكذلك فعل يهوشافاط وهو يدرك أن شعبه هو نسل إبراهيم ( 2 أخ 20 : 7 )، كما يخاطب إيليا في تحديه لكهنة البعل، إله إسرائيل بأنه إله إبراهيم ( 1 مل 18 : 36 ). وفي أيام يهو آحاز تحنن الله على الشعب ورحمهم ونجاهم من يد حزائيل ملك آرام لأجل عهده مع إبراهيم ( 2 مل 13 : 23 ). فالمرنمون في المزامـــــــير ( 47 : 9، 105 : 6 و 9و 42 ) وأشعياء ( 29 : 22، 41 : 8، 51 : 2، 63 : 16 )، وإرميا ( 33 : 26 )، وحزقيال ( 33 : 24 )، ميخا ( 7 : 20 ) جميعهم يذكرون مكانة إبراهيم كأبيهم الذي قطع الله معه عهداً وصنع معه الرحمة بصورة خاصة. كما يذكر إبراهيم في أسفار الأبوكريفا وفي الكتابات المتأخرة كنبي عظيم، أعطاه الله إعلانات عظيمة وثبت معه العهد ( انظر يشوع ابن سيراخ 44 : 20 - 23 وكذلك يوسيــفوس 1 : 7 و 8 ). كما تذكر بعض القصص الأسطورية عن إبراهيم في سفر يهوديت، وكذلك في يوسيفوس. ويقول التلمود إن إبراهيم كان فلكياً أو منجماً من الطبقة الأولى، وقد علم الحكمة لملوك الشرق والغرب. وفي المسيحية أيضاً يحظى إبراهيم بمكانة عالية كبطل من أبطال الإيمان، كما أن يسوع جاء من نسل إبراهيم ( مت 1 : 1 )، كما أنه في تعاليمه وأحاديثه أقر بمكانة اليهود كنسل إبراهيم، ولكنه أكد أيضاً أنه أعظم من إبراهيم ( متى 1 : 1 و 2 و 17، 3 : 9، 8 : 11، 22 : 32، مرقس 12 : 26، لــــو 1 : 55 و 73، 3 : 8 و 23 - 34، 13 : 16 و 28، 16 : 22 - 30، 19 : 9، 20 : 37، يو 8 : 33 - 58 ). كما أن الرسل كثيراً ماذكروا إبراهيم في أقوالهم لليهــــود ( أع 3 : 13 و 25، 7 : 2 - 32، 13 : 26 ) كما ذكر بولس إبراهيم كمثال بارز للتبرير بالإيمان ( رو 4 : 1 - 16 ) وفي رسالته إلى غلاطية يؤكد بولس أن الذين للمسيح هم نسل إبراهيم الذي قبل بالإيمان كل إعلانات ومواعيد الله. كما أن كاتب الرسالة إلى العبرانيين يشير إلى إبراهيم كمن خرج من صلبه الكهنوت اللاوي ( عب 7 : 5 )، ويخص إبراهيم باعتباره رجل الإيمان العظيم في علاقته بالله والمواعيد التي أعطيت له. ومن زمن العهد الجديد ما زال إبراهيم مثالاً للإيمان والطاعة في علاقته بالله. |
|